«أقوى زلازل» تضرب العالم: تعرّف على أكثر 5 كوارث مدمّرة حديثًا

شهد البحر المتوسط زلزالاً متوسط الشدة على بعد شمال غرب مدينة مرسى مطروح المصرية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، حيث بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر حسب تقرير المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية. وأوضح المعهد أن الزلزال وقع على بعد 420 كيلومتراً جنوب جزيرة كريت، مؤكداً أن هذا البُعد يُعتبر آمناً، في حين شعر به بعض سكان القاهرة بسبب طبيعة التربة الطينية.

أسباب وتأثيرات الزلزال في البحر المتوسط

يأتي زلزال البحر المتوسط كجزء من النشاط التكتوني الطبيعي الذي يشهده هذا الحوض، حيث تتلاقى عدة صفائح تكتونية في المنطقة، مما يجعلها عرضة للهزات الأرضية. وأشار الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد، إلى أن طبيعة التربة في القاهرة، التي تتصف بالنعومة والطينية، ساهمت في تضخيم إحساس السكان بالهزة، ومع ذلك، لم تسجل أي أضرار مادية أو بشرية. تُظهر التقييمات الأولية أن الزلزال لم يُسبب تسونامي أو أي هزات ارتدادية مقلقة، وهو ما يبعث على الاطمئنان بشأن استقرار المناطق الساحلية.

لمحة عن أقوى الزلازل في التاريخ الحديث

شهد العالم على مر التاريخ عدة زلازل كارثية غيّرت مجرى البشرية، ومن أبرزها زلزال تشيلي الكبير عام 1960 الذي بلغت قوته 9.5 درجة، وجاء كالأقوى على الإطلاق، متسبباً بدمار هائل امتد إلى محيط المحيط الهادئ. كما ضرب زلزال ألاسكا عام 1964 بقوة 9.1 درجة، وخلّف خسائر ضخمة وأودى بحياة العشرات. ولا يمكن نسيان زلزال المحيط الهندي عام 2004، الذي تسبب في مئات آلاف من الضحايا في بلدان متعددة نتيجة تسونامي مروع. فيما كان زلزال اليابان عام 2011 أحد أبرز الكوارث الاقتصادية، حيث أثر على البنية التحتية والمجالات النووية في البلاد. كما شهدت روسيا زلزالاً شديد القوة عام 1952، أدى إلى دمار شامل واختفاء مدينة كاملة من الوجود.

سبل التعامل مع الزلازل البحرية

تُبرز الزلازل البحرية أهمية تطوير وسائل الرصد المبكر والكشف عن تسونامي المحتمل، إذ يمكن لهذه الكوارث أن تُحدث دماراً هائلاً في وقت وجيز. وتساهم التكنولوجيا الحديثة، مثل الأقمار الصناعية وشبكات أجهزة الاستشعار المُوزعة، في تقديم إنذارات مبكرة للحد من الخسائر البشرية والمادية. ومن المهم أيضاً تعزيز الوعي العام وإجراء تدريبات دورية للسكان في المناطق الساحلية حول كيفية التصرف وقت وقوع الكوارث. إلى جانب ذلك، تحتاج الدول إلى استثمار المزيد من الموارد في تحسين البنية التحتية لتكون قادرة على مقاومة تأثيرات الهزات العنيفة.

يبقى زلزال البحر المتوسط مجرد تذكير بأن طبيعة كوكب الأرض غير مستقرة وأن الخطر قد يكون كامناً في أي لحظة. ورغم أن الحادث الأخير لم يُسفر عن أضرار جدية، إلا أنه يؤكد ضرورة الاستمرار في تعزيز جهود البحث العلمي وتحسين آليات الوقاية في مواجهة الكوارث الطبيعية التي قد تكون مفاجئة ومدمرة.