«زلزال كريت» يثير ذعر المصريين.. تأثيره على المنازل القديمة يثير القلق

شهدت مصر صباح اليوم الأربعاء زلزالًا أثار مخاوف كبيرة بين المواطنين في القاهرة والجيزة وبعض المحافظات الأخرى، حيث شعر السكان باهتزازات قوية دفعت الكثيرين للهروب من منازلهم وتداولوا تجاربهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعكس هذه الهزة الأرضية التي جاءت من منطقة جنوب شرق جزيرة كريت تأثير الطبيعة الجيولوجية في مناطق الدلتا والساحل المصري.

أسباب شعور المصريين بالخوف من زلزال كريت

أوضح رئيس قسم الزلازل في معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الدكتور شريف الهادي، أن الزلزال الذي بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر تمركز جنوب شرق جزيرة كريت بمسافة تصل إلى 421 كيلومترًا شمال مرسى مطروح، ووقع الزلزال بعمق 76 كيلومترًا مما جعله محسوسًا لمسافات بعيدة في مناطق مثل الدلتا والقاهرة، وتمثل طبيعة التربة الطينية الهشة سببًا رئيسيًا لشعور سكان هذه المناطق بقوة الاهتزاز، حيث تنقل التربة الطينية الهشة تأثير الزلزال بشكل واضح مقارنة بالتربة الأكثر صلابة.

أكد الدكتور الهادي على أن المدن الساحلية أظهرت إحساسًا أكبر بالزلزال نتيجة قربها من مركز الهزة، في حين أن العمق الكبير للزلزال ساهم في إيصال امداد الاهتزازات لمناطق أبعد جغرافيًا مثل الأردن والأراضي الفلسطينية، ويرتبط ذلك بعدة عوامل من ضمنها التكوين الجيولوجي وطبيعة التربة، ورغم الحدة النسبية للهزة الأرضية، إلا أن تأثيرها على البنية التحتية في مناطق مصر كان محدودًا للغاية.

كيف يؤثر زلزال كريت على البنية التحتية

رغم الذعر الذي أصاب الكثيرين في مصر بسبب زلزال كريت، إلا أن الخبراء أشاروا إلى أن تأثيره المباشر على البنية التحتية كان ضعيفًا جدًا، تزداد خطورة الزلازل عادة إذا ضربت مناطق تضم مباني قديمة أو منشآت آيلة للسقوط بالفعل، وتشير الدراسات إلى أن الزلازل التي تقع في أعماق كبيرة تقلل من حدة تأثيراتها على سطح الأرض، وقد شدد الدكتور الهادي على ضرورة توفير التوعية العامة للسكان حول كيفية التصرف في حالات الطوارئ لتقليل الأضرار أو الإصابات الناتجة عن الزلازل.

مخاوف من التوابع الزلزالية

أكد الدكتور شريف الهادي خلال تصريحاته أن التوابع الزلزالية قد تحدث بعد زلزال رئيسي مثل زلزال كريت، ولكن في معظم الأحيان تكون أقل حدة ولا تسبب أي أضرار ملحوظة، يبقى الشعور بالقلق مسيطرًا لدى المواطنين رغم هذه التطمينات خاصة وأن الأحداث الزلزالية غير متوقعة بطبيعتها، وأوصى المختصون بمراقبة المباني القديمة والتأكد من جاهزيتها لتحمل أي اهتزازات مستقبلية لضمان أمان السكان وتقليل وقوع الخسائر.