«زلزال مفاجئ» بالبحر المتوسط.. هل تتعرض مصر لموجات تسونامي خطيرة؟

شهدت مصر اليوم الأربعاء 14 مايو 2025، في تمام الساعة الواحدة و54 دقيقة صباحًا، هزة أرضية قوية أثارت قلق المواطنين بوضوح في مختلف المحافظات، فقد حدث الزلزال نتيجة نشاط في منطقة شرق البحر المتوسط، وهو ما آثار تساؤلات مستمرة حول آثار هذا الزلزال وتأثيره على مصر، خاصة فيما يتعلق باحتمالية حدوث موجات تسونامي أو توابع زلزالية.

هل تؤدي زلازل البحر المتوسط إلى موجات تسونامي؟

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن الزلازل البحرية القوية جدًا، والتي تزيد قوتها عن 6.5 درجة على مقياس ريختر، هي التي قد تتسبب في حدوث موجات تسونامي، وأوضح أن الزلزال الذي وقع اليوم كانت قوته تتراوح بين 6.1 و6.4 درجة طبقًا لرصد الأجهزة العلمية، وعلى عمق حوالي 76 كيلومترًا، مما يضعف فرص حدوث أي تسونامي؛ ورغم أن الزلزال وقع شرقي جزيرة كريت فإن تأثيره طال مناطق واسعة من شرق المتوسط، بما في ذلك مصر، وأضاف أن المسافة بين مركز الزلزال ومدينة الإسكندرية تبلغ حوالي 500 كيلومتر.

وأشار شراقي إلى أن منطقة التقاء الصفيحتين التكتونيتين الأفريقية والأوروآسيوية هي بؤرة لنشاط زلزالي مستمر بسبب احتكاك الصفائح التكتونية ببعضها البعض، مذكرًا بزلزال عام 365 ميلادية الذي ضرب الساحل الغربي لجزيرة كريت بقوة 8.5 درجة وأدى وقتها إلى تسونامي كارثي تجاوزت آثاره منطقة البحر المتوسط بأكملها، وشدد على أن الزلازل اليومية في المتوسط عادة ما تتراوح بين درجتين إلى أربع درجات ولا تُشكّل تهديدًا كبيرًا.

تفاصيل زلزال البحر المتوسط وتأثيره على مصر

من جانبه، أوضح الدكتور عمرو الشرقاوي، أستاذ الزلازل، أن الزلزال الأخير وقع في منطقة نشطة جيولوجيًا بشدة في البحر المتوسط قرب الجزر اليونانية، وهو ما يفسر الشعور به بوضوح في مصر وفي بلدان أخرى بالمنطقة، مشددًا على أن الزلازل تُصنّف بناءً على عمقها إلى ضحلة، ومتوسطة، وعميقة، وأن الزلزال الأخير يُعد متوسط العمق، حيث تراوح عمقه بين 70 و300 كيلومتر.

وأضاف الشرقاوي أن حركة القارة الأفريقية باتجاه الشمال واحتكاكها مع الصفيحة الأوروبية الأوروآسيوية يؤدي إلى نشاط مستمر يسبب زلازل متفاوتة القوة، وطمأن المواطنين بأن هذا النوع من الزلازل لا يسبب أضرارًا جسيمة للمناطق غير القريبة أو المناطق السطحية مثل المدن المصرية.

سجلات رصد الشبكة القومية للزلازل

سجّلت الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية تفاصيل دقيقة عن الهزة الأرضية التي وقعت اليوم الأربعاء 14 مايو 2025، حيث كان مركز الزلزال على بعد حوالي 631 كيلومترًا شمال مدينة رشيد، وبقوة بلغت 6.4 درجة على مقياس ريختر، بعمق حوالي 76 كيلومترًا؛ وهو ما يفسر شعور سكان القاهرة والجيزة وعدد من المحافظات الأخرى بالهزة.

واختتم المتخصصون تأكيدهم بأنه ليست هناك مخاوف من توابع قوية للزلزال في مصر؛ نظرًا لكون مركز الزلزال بعيدًا نسبيًا، إلى جانب الطبيعة التكتونية للمنطقة التي تقلل من احتمالية حدوث تأثيرات خطيرة على الشواطئ المصرية.