«الذعر» يجتاح سكان القاهرة والدلتا.. زلزال كريت وتفسير البحوث الفلكية

شهدت مصر في الساعات الأولى من صباح اليوم زلزالًا بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، حيث كان مركزه جنوب شرق جزيرة كريت، على بعد حوالي 421 كيلومترا شمال مرسى مطروح، وقد شعر بالهزة الأرضية سكان القاهرة والدلتا والمناطق الساحلية، ما أثار تساؤلات حول تأثيراته المحتملة وأسباب الإحساس العميق بالزلزال في هذه المناطق.

تأثير الزلازل في مصر وأسباب الإحساس القوي بها

أوضح الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن التأثير الظاهر للزلزال والاحساس الكبير به في الدلتا والمناطق الساحلية مرتبط بعدة عوامل، من بينها الطبيعة الجيولوجية للأرض، حيث تتميز أراضي الدلتا بطبيعتها الطينية الهشة، مما يزيد من انتقال الموجات الزلزالية والشعور بها حتى لو كانت القوة متوسطة أو كبيرة، بالمقابل فإن المناطق ذات التربة الصلبة، مثل الصحاري، تشعر بتلك الهزات بدرجة أقل، وقد أضاف أن العمق الكبير لهذا الزلزال كان عاملًا أساسيًا في الإحساس به لمسافات بعيدة.

مخاطر الزلازل في منطقة الدلتا

أكد الخبراء أن طبيعة التربة في الدلتا تجعل المباني والمنازل أقل مقاومة للهزات الأرضية، خاصة إذا كانت قديمة أو متهالكة، ورغم أن تأثير هذا الزلزال كان محدوداً ولم يشكل خطرًا كبيرًا على البنية التحتية، إلا أن مثل هذه الظواهر قد تؤثر بشدة على الأبنية غير المطابقة للمواصفات الهندسية، كما هو الحال في بعض المناطق الريفية والمنازل المبنية بمواد تقليدية، وشدد الدكتور شريف على أهمية العمل على تقوية المباني في المناطق ذات التربة الهشة لتقليل مخاطر أي زلازل مستقبلية.

تأثير العمق وموقع الزلازل على الإحساس بها

أشار الخبراء إلى أن الزلازل العميقة، مثل الزلزال الذي حدث جنوب شرق جزيرة كريت، تكون أكثر تأثيرًا على البعد الجغرافي دون أن تتسبب بتأثيرات مدمرة، حيث أن العمق الذي وصل إلى 76 كيلومترًا أدى إلى انتقال موجات الزلزال إلى مناطق بعيدة مثل القاهرة، الدلتا، وبعض الدول المجاورة كالأردن وفلسطين، ورغم ذلك يبقى التأثير على البنية التحتية محدودًا بسبب فقدان الطاقة تدريجيًا مع المسافة والعمق، ومع ذلك قد يشعر السكان بالذعر، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

يقترح الخبراء استمرار مراقبة النشاط الزلزالي في المنطقة؛ نظرًا لأنها تقع على حدود الصفائح التكتونية النشطة، مما يجعل حدوث الزلازل فيها أمرًا متكررًا، وتعد التوعية بأسباب ونتائج الزلازل جزءًا مهمًا من تقليل التأثير المباشر لها على المجتمعات والبيئة المحيطة، بالإضافة إلى الالتزام بالممارسات البناءة التي تقلل من تأثير الهزات مستقبلاً.