«ارتفاع مفاجئ» أسعار الذهب تقفز 20 دولارًا متأثرة بانخفاض الدولار – (تحديث)

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الثلاثاء الموافق 13 مايو/أيار 2025، حيث سجلت زيادة قيمتها 20 دولارًا للأوقية مقارنةً بالجلسات السابقة، وجاء هذا الارتفاع نتيجة لانخفاض مؤشر الدولار الأمريكي أمام سلة العملات العالمية، بالإضافة إلى اهتمام المستثمرين بالملاذات الآمنة بعد تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما ساهم في تعزيز التوقعات الاقتصادية العالمية وسوق المعادن الثمينة.

عوامل تأثّر أسعار الذهب اليوم

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ نتيجة لتحسن الظروف الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، إذ توصّلت الدولتان لاتفاق هدنة لمدة 90 يومًا لتخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة مما أدى إلى تخفيف قلق المستثمرين بشأن استمرار الحرب التجارية، كما أثّر انخفاض الدولار الأمريكي بنسبة 0.7% أمام العملات العالمية مباشرةً في زيادة الإقبال على شراء الذهب كأحد أبرز الملاذات الآمنة، وبهذا السياق، أفادت البيانات بأن العقود الآجلة للذهب تسليم شهر يونيو/حزيران ارتفعت بنسبة 0.6% لتصل إلى 3247.8 دولارًا للأوقية، في حين سجلت الأسعار الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.34% لتصل إلى 3247.59 دولارًا للأوقية.

تحليل أسباب ازدهار المعدن الأصفر

يرتبط ارتفاع أسعار الذهب اليوم بوضوح بمناخ إيجابي في الأسواق العالمية نتيجة تخفيف التوترات بين الاقتصادين الأمريكي والصيني، فقد قررت واشنطن تقليص الرسوم الجمركية من 145% إلى 30% على الواردات الصينية، بينما خفضت بكين الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية من 125% إلى 10%، مما دفع الأسواق العالمية إلى الانتعاش، ووفقًا لمحللين ماليين، فإن التخفيف التدريجي لهذه التوترات إلى جانب سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن تثبيت أو خفض الفائدة هذا العام لعب دوراً كبيرًا في توقع ارتفاع معدلات الطلب على الذهب خلال الفترة المقبلة.

مستقبل أسعار الذهب وتأثير الأسواق

وفق الدراسات والتحليلات، يُتوقّع أن تستمر أسعار الذهب في التداول ضمن نطاق مستقر بين مستويات 3000 و3300 دولارًا للأوقية، حيث صرحت سيتي غروب أن التحسّن في العلاقات التجارية بين الدول والمعطيات الاقتصادية العالمية سيحدّ من التقلبات الكبيرة في السوق، وقد أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة تباطؤ التضخم السنوي في الولايات المتحدة بشكل طفيف ليصل إلى 2.3%، مما يعزّز احتمالات استمرار السياسات النقدية الميسّرة، ويعدّ الذهب تاريخيًا خيارًا استثماريًا قويًا في بيئات اقتصاد منخفضة الفائدة ومع ظروف التباطؤ الاقتصادية، ما يشكل دافعًا مستمرًا لدعم أسعاره في المستقبل القريب.

يظل مستقبل أسعار الذهب مرتبطًا بقوة بأساسات الاقتصاد العالمي وظروفه، مع استمرار استخدامه كملاذ آمن جذاب في ظل التقلبات السياسية والاقتصادية، ما يضمن استقرار مكانته في الأسواق العالمية على المدى البعيد.