نيسان تُعلن تسريح موظفين مع استمرار التراجع في المبيعات والأزمة المالية

تُواجه شركة نيسان اليابانية تحديًا يستهدف استمراريتها في السوق العالمي، حيث أفادت تقارير حديثة بوجود خطط لتسريح 20 ألف موظف على مستوى العالم، وهو ما يعادل 15% من إجمالي عدد موظفيها، ما يُبرز الأزمة الحادة التي تواجه الشركة حاليًا. تأتي هذه الخطوة بعدما كانت الشركة قد أعلنت سابقًا عن تقليص 9 آلاف وظيفة على مدار عامين، لكن يبدو أن الوضع تفاقم أكثر مما كان متوقعًا.

التحديات أمام شركة نيسان العالمية

أعلنت نيسان في تقرير نُشر مؤخرًا عن تحديات مالية تضغط على أدائها وتُجبرها على توسيع خطط إعادة الهيكلة. وانخفضت مبيعات السيارات عالميًا إلى نحو 3.35 مليون وحدة، وهو رقم يعكس الركود الشديد في القطاع. وقد أثرت هذه التحديات على الإيرادات العالمية للشركة التي بلغت 12.6 تريليون ين فقط، وهو ما يعادل حوالي 85 مليار دولار أمريكي. كل هذه المعطيات تدفع الشركاء والمستهلكين للقلق بشأن مستقبل عمل الشركة واستراتيجياتها المستقبلية.

وفي الوقت ذاته، توقع تقرير نيسان تسجيل خسارة صافية تتراوح بين 700 و750 مليار ين ما يقارب 5.3 مليار دولار. أكد المدير التنفيذي الجديد إيفان إسبينوزا أن هذه الخسائر تعود إلى انهيار قيمة الأصول وتكاليف إعادة الهيكلة المستمرة، والتي تهدف أساسًا لتحقيق الاستقرار طويل الأمد. ومع هذه الإجراءات الإدارية الجذرية، تأمل نيسان في تجاوز العقبات واستعادة قوتها السوقية في المستقبل.

نتائج مالية قاتمة لنيسان

أنهت الشركة سنتها المالية في 31 مارس 2025 بتوقعات معدلة تُبرز التراجع الكبير في قطاع السيارات الخاص بها. ومع الإعلان عن نتائجها المالية، تم الكشف عن الأرقام السلبية التي تعكس الأزمة العميقة التي تمر بها. ومع ذلك، لا تزال الشركة تعتمد على نقاط قوتها المتمثلة في تصاميمها المتميزة والابتكار الهندسي الذي لطالما ميّزها عالميًا. في الولايات المتحدة مثلاً، نجحت نيسان في تحقيق زيادة في المبيعات بنسبة 5.4% خلال عام 2024، بفضل تقديم خصومات جذابة وبرامج دعم مخصصة للشركاء التجاريين.

لكن يبدو أن الاستراتيجية المتبعة، رغم فعاليتها اللحظية، قد لا تكون مستدامة على المدى الطويل، حيث تلجأ الشركة إلى تحقيق أرقام مبيعات جزئية مع تقديم حوافز مالية ضخمة لكل من المشترين والموزعين. الأمر الذي يضع مزيدًا من الضغوط على الأرباح الفعلية. ورغم التحديات، أشار إسبينوزا إلى أن لدى نيسان “موارد مالية قوية ومنتجات مبتكرة” يُمكنها أن تحوّل الأزمة إلى فرصة للنهوض مجددًا.

استراتيجية نيسان لإنقاذ المستقبل المالي

تستخدم نيسان حاليًا سلسلة من الاستراتيجيات لإنقاذ وضعها المالي. من بين هذه الإجراءات برنامج “نيسان وان”، الذي يهدف إلى دعم المشترين والموزعين عبر مكافآت مبيعات، لتخفيف ضغط التكاليف وتحقيق التوازن بين المبيعات والربحية. الشركة تُراهن على التوسع في استثماراتها بمجال السيارات الكهربائية، كونها تعد اتجاهًا متناميًا في السوق العالمي. خطوة كهذه يُمكن أن تساعد نيسان في تحسين موقعها التنافسي وإعادة تقديم نفسها بأسواق جديدة أكثر استدامة.

ومع ذلك، تواجه الشركة أيضًا مخاطر كبيرة جراء التكاليف المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة والضغط المستمر على أسعار أسهمها؛ مما يجعل من الضروري لنيسان وضع خطط إنقاذ تعتمد على الابتكار والمرونة. المستقبل قد يكون مليئًا بالتحديات لكن أيضًا بالفرص لتعافي الشركة إذا ما نجحت في كسب ثقة السوق والمستثمرين مجددًا.