«أيام صعبة» للذهب.. ماذا ينتظر أسعار الذهب بعد انتهاء الحرب التجارية؟

في الوقت الحالي، يشهد العالم اهتمامًا واسعًا باتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والصين يشكل خطوة كبيرة نحو إنهاء النزاع الذي طال بين الطرفين بشأن الرسوم الجمركية، حيث أعلنت الدولتان خفضًا كبيرًا في التعريفات الجمركية، مما أحدث تأثيرات ملحوظة على الأسواق العالمية، كما تظهر مؤشرات تفاؤل بأن هذا الاتفاق قد يُسهم في تحقيق استقرار اقتصادي عالمي الفترة القادمة.

تأثير الاتفاق التجاري على الأسواق العالمية

الاتفاق التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم أعاد الأمل للأسواق العالمية، حيث سجلت مؤشرات الأسهم ارتفاعًا ملحوظًا فور الإعلان، مثل مؤشري “إس آند بي 500″ و”ناسداك” الذين شهدا صعودًا بنسبة 1.5%، وهو ما يعكس حالة من الاطمئنان لدى المستثمرين، كما أن الشركات الأمريكية والصينية باتت قادرة على تقليل التكاليف التشغيلية الناتجة عن الرسوم الجمركية المرتفعة، ولكن ليس كل القطاعات تأثرت بشكل إيجابي، فعلى سبيل المثال، أسواق النفط ما زالت تعاني من ضغوط نتيجة ارتفاع المخزونات الأمريكية، مما يؤثر بشكل مستمر على أسعار خام برنت وخام غرب تكساس.

تأثير الاتفاق على أسعار الذهب

الذهب، الذي يعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات التوتر، شهد تراجعًا ملحوظًا في أسعاره مع الإعلان عن الاتفاق التجاري، إذ هبط سعر الأونصة إلى حوالي 3225 دولار مقارنةً بمستويات أعلى سابقة تجاوزت 3500 دولار، ويعود ذلك إلى انخفاض مخاوف المستثمرين وتحولهم إلى أسواق الأسهم والسندات، التوقعات تشير إلى استقرار الذهب عند مستويات بين 3200-3250 دولار خلال الفترة المقبلة، ما لم تظهر أي عقبات جديدة في تطبيق بنود الاتفاق، أما إذا تجددت التوترات، فقد نشهد صعودًا جديدًا للذهب يصل إلى مستويات 3400 دولار.

مستقبل الدولار واليوان بعد الاتفاق التجاري

الدولار الأمريكي حقق مكاسب فورية بعد الإعلان عن الاتفاق، حيث ارتفع مؤشره أمام العملات الرئيسية بنسبة 0.8%، مما يعكس ثقة الأسواق في استقرار الاقتصاد الأمريكي، كما ارتفع اليوان الصيني بشكل ملحوظ وسط توقعات بتحسن أداء الاقتصاد الصيني، ومع ذلك يبقى الأداء المستقبلي للعملتين مرهونًا بالسياسات النقدية التي يتبعها البنك الاحتياطي الفيدرالي من جهة، ومدى الالتزام بتنفيذ الاتفاق من جهة أخرى، ومن المتوقع أن يحافظ الدولار على استقراره خلال الفترة المقبلة، إلا إذا حدثت تغييرات جذرية في سياسات الفائدة الأمريكية.

باختصار، يعكس هذا الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين تحسنًا ملحوظًا في العلاقات الاقتصادية، ولكنه يبقى مرهونًا بتطبيق بنوده بالكامل، لذا من المهم متابعة التطورات بشكل مستمر، خاصةً فيما يتعلق بأسعار الذهب، والاستثمارات في الأسهم، وحالة أسواق النفط، حيث لا تزال هذه الأسواق تنطوي على الكثير من التعقيدات والاحتمالات.