«أسعار الذهب» تنتعش مجددًا بعد موجة بيع حادة وتراجع الإقبال على الملاذات!

تواصل أسعار الذهب الاستقرار اليوم، بعد موجة انخفاض قوية شهدتها في الفترة الماضية، ويرجع ذلك إلى تراجع التوترات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة، إلى جانب التحسن الملحوظ في شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية بدلاً من الأصول الآمنة. ورغم أن الذهب سجل ارتفاعات كبيرة منذ بداية العام، تشهد الأسواق تقلبات في ظل توقعات مستقبلية مختلطة بشأن السياسات الاقتصادية العالمية وقرارات البنوك المركزية.

أسعار الذهب اليوم وتأثير المستجدات الاقتصادية

شهدت الأسعار الفورية للذهب ثباتاً عند مستوى 3,237 دولاراً للأونصة بعد انخفاض بنسبة بلغت 2.7% يوم أمس، حيث توجه المستثمرون إلى أسواق أعلى مخاطرة مع التوقعات المنتعشة بشأن الاقتصاد العالمي. وأبرز المستجدات كان اتفاق الولايات المتحدة والصين على تخفيضات مؤقتة في الرسوم الجمركية، حيث خفضت واشنطن الرسوم على السلع الصينية من 145% إلى 30% لمدة 90 يوماً، بينما قلصت بكين هذه الرسوم إلى 10% فقط على معظم الواردات. يعكس ذلك اتجاهاً جديداً نحو التخفيف من حدة التصعيد التجاري المستمر منذ سنوات، مما أحدث تأثيراً مباشراً على أسواق المعادن الثمينة.

أداء الدولار وعائدات السندات يضغطان على أسعار الذهب

في وقت متزامن مع هدوء النزاع التجاري، سجل الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً مدعوماً بزيادة عائدات سندات الخزانة، وهو أحد أبرز العوامل التي أثرت سلباً على أسعار الذهب. حيث ينافس الذهب كملاذ آمن في مواجهة السندات المقومة بالدولار والتي تقدم عائداً أعلى، بينما يتميز الذهب بكونه لا يدرّ أي عائد مباشر. إضافةً إلى ذلك، تشير التوقعات الاقتصادية إلى احتمالات تقليص تخفيضات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، مما يضعف جاذبية الاستثمار في الذهب مقارنة بباقي الأصول.

التقلبات المستقبلية وانطباعات المستثمرين

على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب بنسبة قاربت 25% منذ بداية العام، إلا أن الشكوك ما زالت تسيطر على المستثمرين، لا سيما في ظل قلة المعلومات الدقيقة حول اتفاقيات التهدئة التجارية الأخيرة. وتتزايد التحذيرات بشأن احتمال تصاعد أي نزاعات جديدة قد تعكس مسار الأسواق سريعاً وتدفع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة. يُذكر أن الذهب سجل أعلى مستوياته الشهر الماضي، مدعوماً بالمخاوف المتصاعدة بين المستثمرين، والتي قد تعود مجدداً حال وقوع أي تطورات سلبية على الساحة الاقتصادية أو الجيوسياسية.

واستقرار الذهب في هذا النطاق يتطلب مراقبة دقيقة للتطورات، حيث أن أي إشارات تصعيدية قد تعيد المستثمرين للاستثمار في الذهب كملاذ آمن؛ لهذا السبب، تبقى الأسواق في حالة ترقب لتوجهات أكبر الاقتصاديات وقرارات البنوك المركزية المؤثرة بشكل مباشر على المعادن الثمينة.