«هبوط حاد» أسعار الذهب ترتفع مجددًا بعد موجة بيع كبيرة بالسوق

شهدت أسعار الذهب مؤخراً حالة من الاستقرار الملفت، وذلك بعد موجة بيع حادة شهدتها الأسواق العالمية، حيث انخفض الطلب على الذهب كملاذ آمن نتيجة التهدئة الملحوظة في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثر على حركة المعدن الأصفر وزاد من الإقبال على الأصول ذات المخاطر المرتفعة، بينما كانت التوقعات تشير إلى تغيرات مهمة في الأسواق.

تأثير التهدئة التجارية على أسعار الذهب

لقد سجلت أسعار الذهب عند تداول العقود الفورية قيمة بلغت 3237 دولاراً للأونصة، حيث هبطت الأسعار بنسبة كبيرة بلغت 2.7% خلال يوم واحد فقط، وهذه التحركات كانت نتيجة اتفاق الولايات المتحدة والصين على تخفيض الرسوم الجمركية مؤقتاً، إذ قلصت واشنطن التعرفة الجمركية على السلع الصينية من 145% إلى 30% لمدة تسعين يوماً، فيما قامت بكين بخفض الرسوم على معظم وارداتها إلى 10%، مما أشار إلى بداية تحسن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، هذا التحسن عزز الرهانات على نمو الأسواق المالية ورفع الطلب على الأصول ذات المخاطر.

عوامل اقتصادية مؤثرة على الذهب

من بين العوامل التي أثرت على أسعار الذهب، صعود الدولار الأمريكي لأكبر مستوى منذ الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، في الوقت الذي شهدت فيه عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعاً ملحوظاً، مما أدى بدوره إلى الضغط على أسعار الذهب، وقد دفعت هذه التطورات بالمستثمرين إلى إعادة تقييم التوقعات الاقتصادية المتعلقة بالتضخم وأسعار الفائدة، حيث يتوقع المتعاملون الآن خفضين فقط لأسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال عام 2025، وهذا أدى إلى تراجع جاذبية الذهب كونه لا يدر عائداً مادياً.

مستقبل أسعار الذهب في ظل المتغيرات الاقتصادية

على الرغم من الضغوطات الأخيرة على سعر المعدن الأصفر، إلا أن الذهب لا يزال مرتفعاً بأكثر من 25% منذ بداية العام، ويعود ذلك إلى التوترات السابقة التي دفعت المعدن النفيس نحو مستويات قياسية، إلا أن التهدئة التجارية بين واشنطن وبكين بعثت بتوقعات إيجابية حول استمرار الاستقرار الاقتصادي العالمي، ومع ذلك، تبقى بعض المخاوف من احتمال تصعيد جديد قد يعيد أسعار الذهب للارتفاع مجدداً.

ختاماً، يستمر الذهب في تأدية دور هام كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية، إلا أن تغيرات السياسة والعلاقات التجارية بين الدول الكبرى تؤثر بشكل مباشر على مستوى الإقبال والاستثمار في المعدن النفيس، ويبقى التحليل المستمر للمتغيرات الاقتصادية والسياسية ضرورياً لتوقع مستقبل الأسعار خلال الفترات المقبلة بشكل دقيق.