«ليلة صعبة».. أسعار الذهب تنهار وتوقعات جديدة بمزيد من الانخفاض قريبًا

يشهد سوق الذهب في مصر تقلبات حادة أثارت القلق والاهتمام بين المستثمرين والمشترين، حيث انخفض سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4580 جنيهًا بعد أن كان يتراوح بين 4700 و4800 جنيه، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الانخفاض وما إذا كان مجرد استراحة قصيرة أم بداية لمرحلة جديدة من استقرار الأسعار.

ما أسباب انخفاض سعر الذهب في مصر؟

ساهمت عدة أسباب جوهرية في انخفاض سعر الذهب في الأسواق المصرية، أبرزها التطورات العالمية المتعلقة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فقد وقّعت الدولتان اتفاقًا مبدئيًا ينص على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة، مما أدى إلى تهدئة التوترات التي طالما عززت الطلب على الذهب كملاذ آمن. عالميًا، شهدت الأونصة انخفاضًا بنسبة 2% تقريبًا لتصل إلى 3300 دولار، وهو ما انعكس على السوق المحلي بسبب ارتباطه الوثيق بالأسعار العالمية واستقرار سعر الدولار.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب التغيرات في سياسات البنوك المركزية حول رفع الفائدة دورًا محوريًا في التأثير على استثمارات الذهب. في ظل استقرار الدولار وتحسن معنويات الأسواق العالمية، تراجعت شهية المستثمرين للذهب لصالح خيارات أخرى مثل الأسهم والعملات الرقمية. هذا الاتجاه الدولي أثر بدوره على السوق المصري، حيث انخفض الطلب على الذهب.

هل سيستمر انخفاض السعر أم سيرتفع مجددًا؟

يشهد السوق حاليًا حالة ترقب، فالاتجاه المقبل يعتمد بشكل كبير على استمرار الهدوء التجاري بين أمريكا والصين. إن تم تنفيذ الاتفاقيات وبدأت التجارة العالمية في التحسن، سيزداد الضغط على الذهب، مما قد يؤدي إلى انخفاض إضافي أو استقرار في الأسعار. ومع ذلك، فإن أي تطورات جديدة مثل اضطرابات اقتصادية مقلقة أو قرارات مفاجئة للبنوك المركزية العالمية يمكن أن تدفع المستثمرين للعودة إلى الذهب، مما يعيد الأسعار إلى الارتفاع.

عوامل أخرى مثل التوترات الجيوسياسية وحركة الدولار أمام العملات الأخرى تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مسار السوق، لذلك على من يخطط للاستثمار متابعة هذه العوامل باستمرار. في مصر تحديدًا، يجب مراعاة تكاليف المصنعية إذا كنت تفكر في شراء المشغولات الذهبية، حيث يمكن أن تتراوح المصنعية بين 100 و200 جنيه للجرام حسب المنطقة والمحلات.

كيف تتحرك أسعار الذهب محليًا مقارنة بالعالم؟

أسعار الذهب محليًا تعتمد بشكل مباشر على عاملين رئيسيين: الأسعار العالمية وسعر الدولار في مصر. عندما تنخفض الأسعار العالمية، يحصل تأثير مباشر على السوق المحلي، وإذا استقر الدولار، فإن أسعار الذهب تنخفض بشكل أكثر وضوحًا. بهذا الشكل، أي قرارات اقتصادية عالمية، سواء تخص الفائدة الأمريكية أو التوترات الجيوسياسية، تلقي بظلالها على حركة السوق داخل مصر.

باختصار، السوق يتأثر بشكل كبير بالعوامل العالمية، وبالتالي ما يحدث في النزاعات الاقتصادية بين القوى الكبرى مثل أمريكا والصين له دور رئيسي في تحديد أسعار الذهب في مصر. يجب أن يكون المستثمرون حذرين ويقومون بمتابعة الأخبار الاقتصادية وسعر الأونصة عالميًا قبل اتخاذ أي قرارات.