«تراجع حاد».. أسعار الذهب تهبط 3% لتسجل أكبر خسائر يومية بـ3 أسابيع

شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً في جلسة تعاملات يوم الإثنين، حيث انخفضت بأكثر من 2%، مسجلة أكبر هبوط يومي لها في ثلاثة أسابيع، ويأتي ذلك عقب إعلان اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين على تقليل الرسوم الجمركية المفروضة على السلع التجارية المتبادلة بين البلدين، مما أثر بشكل كبير على حركة الأسواق العالمية.

تأثير الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين على أسعار الذهب

أدى الاتفاق بين الصين والولايات المتحدة على تخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة إلى 10% إلى هبوط أسعار الذهب بشكل ملحوظ، فقد انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 2.6%، ليصل إلى 3237.04 دولار للأوقية، كما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة أكبر، ملامسة مستوى 3241.70 دولار للأوقية، ورغم هذا التراجع، فإن بعض الرسوم الأمريكية على السلع الصينية، بما في ذلك رسوم على منتجات محددة مثل الفنتانيل، ظلت قائمة عند نسبة 20%، مما رفع إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة على الصين إلى 30%.

دور الدولار والأسواق العالمية في تراجع أسعار الذهب

لم يكن الاتفاق التجاري هو العامل الوحيد المؤثر على أسعار الذهب، فقد شهد سوق العملات ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له منذ شهر، الأمر الذي جعل شراء الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الأجانب، كما سجلت الأسواق العالمية انتعاشاً ملحوظاً مع صعود الأسهم، وارتبط ذلك بتخفيف المخاوف من التصعيد التجاري بين القوتين الاقتصاديتين العالميتين، كل ذلك جعل الذهب، الذي يُعتبر ملاذاً آمناً في حالات الغموض الاقتصادي، أقل جاذبية.

توقعات أسعار الذهب والسياسة النقدية الأمريكية

يترقب المستثمرون بشغف بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي المتوقع صدورها يوم الثلاثاء، بجانب بيانات أخرى هامة مثل مؤشر أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة، ومن المتوقع أن تُوفر هذه المؤشرات رؤية أوضح حول توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي أبقى مؤخراً أسعار الفائدة دون تغيير، مع التحذير من إمكانية ارتفاع التضخم والبطالة.
تُظهر البيانات أن الذهب يتأثر بشكل كبير بالسياسات النقدية، حيث يزدهر عادةً في أوقات انخفاض معدلات الفائدة، باعتباره أداة فعالة للتحوط من التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية، فضلاً عن مساهمته في حماية القيمة النقدية من التضخم.

في ختام التعاملات، أكد الخبراء أن الأسواق العالمية تحتاج إلى مراقبة مستمرة للتطورات التجارية والاقتصادية، حيث تلعب أسعار الذهب دوراً رئيسياً في تحديد اتجاه الاستثمارات، لا سيما في ظل المتغيرات الحالية.