«تراجع مفاجئ».. أسعار الذهب تنخفض مع انحسار المخاوف الجيوسياسية حول العالم

تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم بشكل ملحوظ، مع انحسار المخاوف بشأن المخاطر الجيوسياسية، فضلاً عن إحراز تقدم في المباحثات التجارية بين أقوى اقتصادين عالميين، الولايات المتحدة والصين، مما دفع المستثمرين إلى تقليل تعرضهم للمعدن النفيس، حيث انخفض سعر الذهب بنسبة تقرب من 1.8% ليسجل 3265 دولارا للأونصة؛ يأتي هذا التراجع على خلفية تحسن معنويات الأسواق.

تراجع أسعار الذهب بسبب المباحثات التجارية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا لافتًا عقب الأنباء المتعلقة بإحراز تقدم في المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث بات المعدن النفيس أقل طلبًا كملاذ آمن مقارنة بالأسبوع الماضي الذي شهد مكاسب بنسبة 2.6% للذهب، يشير أبرز المحللين في السوق إلى أن التوقعات بتحسن العلاقات التجارية بين العملاقين الاقتصاديين قد أدت إلى تسريع وتيرة بيع الذهب وتحفيز المستثمرين على تحويل استثماراتهم إلى أصول أخرى مثل الأسهم ذات العائد المرتفع؛ مما ساهم مباشرة في انخفاض الأسعار.

من جهة أخرى، صرّح وزير الخزانة الأمريكي أن البلدين اتفقا على خفض الرسوم الجمركية بنسبة 115 نقطة مئوية، وهو ما اعتبره المراقبون إشارة واضحة إلى احتمالية تعزيز النمو الاقتصادي العالمي، كما جاء هذا التقدم متزامنًا مع موجة تحسن عام في أداء الدولار الأمريكي، مما جعل الذهب أقل جذبًا مقارنة بالعملات العالمية الأخرى، حيث جاءت تعاملات العملة الخضراء لتضفي ضغوطًا جديدة على الذهب في الأسواق المالية الدولية.

التوقعات المستقبلية لانخفاض أسعار الذهب

يتوقع الخبراء استمرار تراجع أسعار الذهب خلال الأسابيع القادمة إذا واصلت المباحثات التجارية إحراز تقدم جديد، إذ أفاد كبير محللي الأسواق لدى “غلوبال ماركتس” في سيدني، نيك تويدال، بأن تجاوز الأسواق للمخاطر المتعلقة بالحرب التجارية سيؤدي إلى انخفاض ملموس في أسعار الذهب، حيث يقدر المستهدف عند 3100 دولار على المدى القريب، أضاف أن الاتجاه العام يتمحور حول تقليص التدفقات نحو الأصول الآمنة مع انحسار التوترات الجيوسياسية وتحسن العوامل الاقتصادية.

بدوره أشار الخبير في المجموعة المصرفية “ويستباك”، روبرت ريني، إلى أن مستويات 3200 دولار قد تشهد اختبارًا في المستقبل القريب، إذ إن الأسعار ستبقى مدعومة جيدًا حال حدوث أي انتكاسة بالمحادثات، لكنه رجح أن يؤدي تعزيز الثقة العالمية إلى استحداث نطاق جديد بين 3200-3400 دولار للأونصة.

تأثير المستثمرين الكبار وصناديق التحوط على الأسعار

قللت صناديق التحوط من رهانها على مكاسب الذهب، حيث سجلت أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام؛ ويرجع ذلك إلى تفاؤل المستثمرين بشأن نجاح المباحثات الأمريكية – الصينية، كما أن البنوك المركزية خفّضت تدريجيًا من مشترياتها التي دعمت الذهب خلال الفترات الماضية، ومن المرجح أن تستمر التخفيضات في حال ازداد تحسن الوضع الاقتصادي العالمي، علاوة على ذلك، شهد السوق تراجعًا في تداولات التجزئة بالصين التي تُعد من أبرز الأسواق العالمية للذهب.

في المجمل، يتوقع المحللون انخفاضًا أكبر في أسعار الذهب إذا ظلت العوامل الإيجابية الحالية قائمة، لكن قد تعود الأسعار لتلقى بعض الدعم حال حدوث أي متغيرات مفاجئة أو عودة التصعيد الجيوسياسي، مما سيعيد الذهب إلى دائرة الضوء كملاذ آمن.