«انخفاض تاريخي».. أسعار الذهب في مصر تتراجع 125 جنيهًا بعد اتفاق الصين وأمريكا

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعاً ملحوظاً مع بداية هذا الأسبوع، حيث انخفضت إلى أدنى مستوى لها خلال سبعة أيام، نتيجة ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي إثر الإعلان عن اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين. هذا التقدم في العلاقات التجارية بين البلدين خفف من الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية، مما أسهم بشكل كبير في هذا الانخفاض.

تأثير الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين على أسعار الذهب

أدت المحادثات التجارية التي عُقدت في جنيف إلى توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة والصين، حيث وافقت الصين على خفض العجز التجاري الأمريكي، بينما وعدت واشنطن بتخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية. هذه الخطوة أدت إلى تهدئة التوترات التي تصاعدت في الشهور الماضية مع تبادل الطرفين فرض رسوم جمركية مرتفعة. أدى هذا الاتفاق إلى تقليل الطلب على الذهب بشكل ملحوظ لأن المستثمرين باتوا أكثر تفاؤلاً، مما جعلهم يبتعدون عن الاستثمار في الملاذات الآمنة مثل الذهب.

بالإضافة إلى ذلك، تعزز الدولار الأمريكي ووصل إلى أعلى مستوياته منذ أربعة أسابيع مقابل العملات الرئيسية الأخرى، مما أضاف عبئاً إضافياً على أسعار الذهب نتيجة العلاقة العكسية بينهما، حيث تم تسجيل انخفاض بنسبة 3% في سعر أونصة الذهب لتبلغ 3216 دولاراً.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب

شهدت الأسواق تراجعاً ملحوظاً في الاهتمام بالذهب كملاذ آمن نتيجة انحسار التوترات الجيوسياسية، منها وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في منطقة كشمير. في الوقت ذاته، أدت هذه التهدئة إلى خفض المخاطر السياسية التي كانت تدفع المستثمرين نحو الذهب. ومع ذلك، هناك حالة من الحذر حيث ما زالت بعض المواقف المتعلقة بالتوترات الإقليمية معلقة، مما قد يعيد نشاط الاستثمار في الذهب مستقبلاً.

كما أظهرت بيانات لجنة تداول السلع الآجلة انخفاضاً في عقود شراء الذهب الآجلة من قِبل المستثمرين والمضاربين، مما يشير إلى تراجع حجم الطلب على الاستثمار بالمعادن النفيسة بشكل عام خلال الأسبوع الماضي، نتيجة ارتفاع الإقبال على أسواق الأسهم والاستثمارات العالية المخاطر.

أسعار الذهب المحلية وتأثرها بالسوق العالمي

شهدت أسعار الذهب المحلي في مصر تراجعاً ملحوظاً نتيجة الانخفاض الحاد في أسعار الذهب عالمياً مع تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري. افتتح الذهب عيار 21 تداولاته عند 4570 جنيهاً ليسجل زيادة طفيفة وصولاً إلى 4590 جنيهاً. إلا أن هذا لا يُعوض الخسارة الكبيرة التي قاربت 125 جنيهاً عند مقارنتها بجلسة الأمس.

هذا التذبذب في السوق المحلي جاء على خلفية ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي في مصر إلى 48.1 مليار دولار في أبريل، مما يعكس استقراراً نسبياً في الاقتصاد المحلي. ومع ذلك، يبدو أن الانخفاض العالمي لأسعار الذهب والأداء القوي للدولار سيستمران في الضغط على الأسعار المحلية في المستقبل القريب.

بناءً على التوقعات، قد يتراجع الذهب العالمي إلى مستوى 3200 دولار للأونصة إذا استمر الدولار الأمريكي في الحفاظ على قوته، مع استمرار انحسار الأزمات الجيوسياسية، مما يعني احتمال استمرار السوق المحلي في تسجيل انخفاضات إضافية.