«انهيار مفاجئ» أسعار الذهب تهوي بأكثر من 3% وسط خسائر متزايدة

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا اليوم في الأسواق العالمية، حيث تأثرت بشدة بارتفاع مؤشر الدولار مدفوعًا بالاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على تقليل التعريفات الجمركية لمدة ثلاثة أشهر، وهو القرار الذي دفع المستثمرين للتوجه نحو الأصول ذات المخاطرة على حساب الملاذات الآمنة كالذهب والمعادن النفيسة الأخرى، مما أدى إلى تراجع قيم العقود الآجلة والتسليم الفوري للمعدن الأصفر.

أسعار الذهب اليوم وتأثيرها على الاستثمارات

انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو بنسبة 3.29% ما يعادل 109.9 دولار، ليصل سعر الأوقية إلى 3234.1 دولار، بينما شهدت الأسعار الفورية للذهب تراجعًا بنسبة 2.85% أي حوالي 94.75 دولار لتستقر عند 3230.23 دولار للأوقية، ويُظهر هذا الانخفاض تأثر الذهب بشكل مباشر بالمستجدات الاقتصادية والتجارية بين القوى العظمى مثل الولايات المتحدة والصين، إذ يعتبر الذهب أداة مالية حساسة تتأثر بالتقلبات في الأسواق العالمية وتغيرات سعر الدولار، وقد عزز الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين حالة من التفاؤل لدى المستثمرين مما دفعهم للتخلي عن الذهب كملاذ آمن.

تراجع المعادن الأخرى الكبرى

لم يقتصر الانخفاض على الذهب فحسب، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعًا أيضًا، حيث انخفضت العقود الآجلة للفضة تسليم يوليو بنسبة 0.98% لتسجل 32.59 دولار للأوقية، كما هبط سعر البلاتين بنسبة 0.9% ليصل إلى 992.26 دولار، يُعزى هذا التراجع إلى صعود مؤشر الدولار الذي جعل المعادن النفيسة أقل جاذبية للمستثمرين الدوليين، ويدل ذلك على العلاقة العكسية بين قيمة الدولار وأسعار المعادن حيث يرتفع الدولار عادة على حساب المعادن النفيسة.

ارتفاع مؤشر الدولار وأثره على الذهب

ارتفع مؤشر الدولار -وهو مقياس لأداء العملة الأمريكية أمام مجموعة من العملات الرئيسية- بنسبة 1.14% عند مستوى 101.48 نقطة، مما يعكس قوة الدولار في مواجهة العملات الأخرى، وهذا الارتفاع يدفع المستثمرين إلى تحويل استثماراتهم نحو الدولار وأصول ذات مخاطرة أعلى وتجنب اللجوء إلى الذهب الذي يُعتبر أكثر أمانًا في الأوقات الحرجة، وجاء هذا التحرك في الأسواق العالمية نتيجة تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما جعل المستثمرين أكثر ثقة في الأسواق المالية.

في الختام، تعكس تغيرات أسعار الذهب والمعادن النفيسة حالة الأسواق العالمية ومدى تأثير السياسة الاقتصادية العالمية عليها، لذا يظل الذهب مؤشرًا مهمًا للمخاطر في الأسواق؛ حيث يتأثر بشكل مباشر بمستوى الثقة الاقتصادية وسعر الدولار والتوترات التجارية بين الدول الكبرى.