«خسائر كبيرة» تهز أسعار الذهب مع ارتفاع الدولار لأعلى مستوى خلال شهر

تراجعت أسعار الذهب بشكل كبير وسط تقلبات الأسواق المالية بسبب اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والصين والتي عززت قيمة الدولار الأمريكي، مما دفع المستثمرين إلى الاتجاه نحو أصول ذات مخاطر بدلاً من الملاذ الآمن الذي يمثله الذهب، وقد أدى هذا إلى انخفاض سعر المعدن النفيس إلى ما دون مستوى 3,250 دولارًا أمريكيًا، بينما تترقب الأسواق بيانات التضخم الأمريكية ومستجدات السياسة النقدية الأمريكية خلال الأيام القادمة.

تأثير اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والصين على أسعار الذهب

شهدت الأسواق العالمية اضطرابات كبيرة بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، حيث ساهم ذلك في تعزيز معنويات المخاطرة وتقليل الاعتماد على الذهب كملاذ آمن، وقد تزامن ذلك مع تصريحات من المسؤولين الأمريكيين والصينيين عن التقدم المحقق في المحادثات، مما دفع المستثمرين بعيدًا عن الأصول التقليدية مثل الذهب، مما كان له تأثير مباشر على انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ خلال اليوم.

بالإضافة إلى ذلك، أدى تركيز الأسواق على الاتفاقية التجارية إلى ارتفاع ثقة المستثمرين بحدوث استقرار اقتصادي، وهو ما عزز الطلب على الدولار الأمريكي، ومع وجود مؤشرات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لا ينوي خفض أسعار الفائدة قريبًا، زاد الضغط على المعدن النفيس لينخفض إلى أدنى مستوى له خلال الأسبوع.

ترقب بيانات التضخم وتأثيرها على سعر الذهب

تتجه أنظار الأسواق العالمية نحو صدور بيانات التضخم الأمريكية المتوقعة خلال هذا الأسبوع، حيث أن أي ارتفاع ملحوظ في معدلات التضخم قد يؤدي إلى تقلب في الأسواق وتغير في أسعار الأصول، ويعتبر الذهب حساسًا للغاية تجاه التضخم، إذ عادةً ما يستخدم المعدن الأصفر كأداة للتحوط ضد التضخم المرتفع، ولكن مع تعافي الدولار واستمرار البنوك المركزية في تشديد سياساتها النقدية، يبدو أن الذهب يواجه تحديًا في الحفاظ على مستوياته السابقة.

كما أن الاستثمارات الموجهة نحو الدولار الأمريكي والتي تعززت بسبب ارتفاع الفائدة، يمكن أن تستمر في سحب الدعم عن الذهب، مما يؤدي إلى اختبار مستويات هبوطية جديدة، ويعود هذا إلى تأثير القوة المعاكسة بين الذهب والدولار، حيث يؤدي ارتفاع قيمة الدولار بشكل مباشر إلى انخفاض في الطلب على الذهب.

مستقبل أسعار الذهب في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية

تبدو التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب غير مستقرة بسبب عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية، فمن جهة تُجري الولايات المتحدة والصين محادثات تهدف لتعزيز استقرار أسواق التجارة العالمية، ومن جهة أخرى، يستمر مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سياساته المتشددة التي تزيد من قوة الدولار، مما يحد من الطلب على الذهب، وقد تؤدي التطورات الاقتصادية المنتظرة، مثل صدور بيانات التضخم ومشاركة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، إلى رسم اتجاهات أسعار المعدن النفيس خلال الفترة القادمة.

العوامل المؤثرة التأثير المتوقع
اتفاقية التجارة الأمريكية الصينية انخفاض الطلب على الذهب
سياسة الاحتياطي الفيدرالي تعزيز قيمة الدولار
بيانات التضخم الأمريكية تغيرات حادة محتملة في الأسواق

مع استمرار التطورات الجيوسياسية والاقتصادية، تبقى أسعار الذهب عرضة للتذبذب بناءً على المعطيات الاقتصادية، مما يجعل مراقبة الأسواق أمرًا حيويًا لأي مستثمر مهتم بأسواق المعادن النفيسة.