«تراجع مفاجئ» في أسعار الذهب مع تحسن العلاقات التجارية بين الصين وأمريكا

تراجعت أسعار الذهب العالمية اليوم بشكل ملحوظ نتيجة الإشارات الإيجابية التي خرجت من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث انعكس التفاؤل السائد من تلك المفاوضات على توجهات المستثمرين نحو الأصول الأكثر خطورة، مبتعدين عن الملاذات الآمنة كالمعادن النفيسة، مما أثر سلبًا على أسعار الذهب في السوق العالمية.

تأثير المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على أسعار الذهب

أعلنت وكالات الأخبار العالمية عن انتهاء مفاوضات تجارية بين الولايات المتحدة والصين بنتائج توحي بإمكانية تحقيق تقدم ملموس، مما أدى إلى تراجع أسعار الذهب عالميًا، حيث انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى 3277.68 دولار للأونصة، بينما شهدت العقود الآجلة تراجعًا بنسبة 1.9% لتصل إلى 3281.40 دولار، وفقًا لتقارير “رويترز”.
هذا التراجع جاء بالتوازي مع تعليقات إيجابية من مسؤولين أمريكيين عن الاتفاق على تخفيض العجز التجاري، فيما وصف المحللون أن هذه المؤشرات شجعت المستثمرين على الابتعاد عن الذهب كخيار استثماري آمن لصالح أصول أخرى ذات مستويات مخاطرة أعلى، حيث أسهم هذا العامل في الضغط على أسعاره بشكل كبير.

ارتفاع مؤشر الدولار وعلاقته بأداء الذهب

من بين العوامل المؤثرة على أسعار الذهب، كان هناك ارتفاع ملحوظ في مؤشر الدولار الأمريكي نتيجة تصريحات إدارة ترامب حول تقدم المفاوضات التجارية بين البلدين، حيث إن قوة الدولار تؤدي عادة إلى انخفاض أسعار الذهب نظرًا لأنهما يتحركان في اتجاه معاكس، وهذا ما أكدته تصريحات محللين اقتصاديين، والذين أرجعوا تلك التحركات إلى التقارب بين الجانبين الأمريكي والصيني خلال الاجتماعات التي جرت في سويسرا مؤخرًا.
كما ساهم انخفاض التوترات التجارية في تقليل المخاوف من ركود اقتصادي عالمي، وهو الأمر الذي أدى بدوره إلى انخفاض الإقبال على الذهب كملاذ آمن تحسبًا لأي أزمات اقتصادية أو سياسية محتملة.

اتجاهات المعادن النفيسة الأخرى

إلى جانب الانخفاض في أسعار الذهب، لوحظت تغيرات في أداء المعادن النفيسة الأخرى، حيث استقرت أسعار الفضة عند 32.70 دولار للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 998.04 دولار، كما سجل البلاديوم زيادة طفيفة بنسبة 0.4% ليصل إلى 979.73 دولار. وتعتبر هذه التغيرات الطفيفة مؤشراً على تحسن نسبي شهده القطاع خارج تأثير الذهب، يشير إلى تغيرات جزئية في التوجهات الاستثمارية.
تاريخيًا، ينظر إلى الذهب والمعادن النفيسة كملاذات آمنة ضد التقلبات السياسية والاقتصادية، حيث تدعم أسعار الفائدة المنخفضة تلك الأصول، خاصة في بيئات غير مستقرة اقتصاديًا، إلا أن الاستقرار النسبي الأخير في المحادثات الدولية خفف من ذلك التأثير.

للتفاصيل المذكورة حول أسعار المعادن واستجابة الأسواق، يمكنكم الرجوع إلى آخر التقارير الاقتصادية المتعلقة بتطورات الذهب والمعادن النفيسة.