«تراجع الذهب» مع انحسار الإقبال على الملاذات الآمنة بفضل محادثات أميركا والصين

تراجعت أسعار الذهب يوم الاثنين بعد أن أثرت المحادثات التجارية الناجحة بين الولايات المتحدة والصين على شهية المستثمرين للمعدن الثمين كملاذ آمن، حيث انعكست الأجواء الإيجابية للمحادثات على تراجع القلق في الأسواق، مما أدى إلى تقليل الطلب على الذهب، والذي عادةً ما يكون الخيار الأمثل وقت الأزمات والاضطرابات الاقتصادية والسياسية، مما أسفر عن تدني أسعار الذهب الفورية والعقود الآجلة بصورة ملحوظة.

تأثير المحادثات التجارية على أسعار الذهب

أعلنت الولايات المتحدة والصين عن نتائج مثمرة لمفاوضاتهما الاقتصادية في جنيف، حيث اتفق الجانبان على تقليص الفوارق بينهما وتحقيق توافق إيجابي يهدف إلى تخفيف التوترات التجارية التي أتعبت الأسواق العالمية، وقد أثرت هذه الأخبار بشكل مباشر على أسعار الذهب الفوري الذي انخفض بنسبة 1.1% ليصل إلى 3286.86 دولار للأوقية خلال الساعات الأولى من التداول، بينما شهدت العقود الآجلة انخفاضًا أكبر بنسبة 1.6% مسجلة 3291.60 دولار، مما يعبر عن استجابة سريعة من المستثمرين للتوقعات الإيجابية بشأن الاقتصاد العالمي.

مخاوف التجارة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي

عرف الشهر الماضي تصاعدًا في التعريفات الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين، الأمر الذي خلق مخاوف ملموسة من احتمال وقوع ركود اقتصادي عالمي، إلا أن المحادثات الأخيرة حملت تطمينات للمجتمع الاقتصادي، وأعلنت الصين والولايات المتحدة عن إطلاق منتدى اقتصادي جديد يهدف إلى معالجة المشكلات العالقة بطرق شاملة، وصرح مسؤولون بوجود أخبار إيجابية ستصدر في بيان مشترك لاحقًا، مع ذلك، لا تزال الضبابية الاقتصادية قائمة، خاصة مع احتمال استمرار التعريفات على المدى القصير حتى بعد التوصل للاتفاق.

تأثير الفيدرالي والسياسات النقدية على الذهب

تزامنًا مع التطورات الجارية، أكد الفيدرالي الأميركي الأسبوع الماضي إبقاء أسعار الفائدة كما هي، محذرًا من تصاعد مخاطر التضخم والبطالة، وقد أثرت هذه النظرة الحذرة على سوق الذهب الذي يستمد قوته عادةً في بيئة انخفاض الفائدة، هذا الأمر يُبرز أهمية مراقبة المستقبل الاقتصادي والسياسات المالية العالمية في تحديد اتجاهات أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، وعلى صعيد مشابه، بلغت الفضة الفورية 32.65 دولار للأوقية بتراجع طفيف، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.4% ليسجل 998.65 دولار، وزاد البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 980.41 دولار، مما يعكس تناقض الأداء بين المعادن المختلفة تبعًا لمخاوف الطلب والعرض.

في خضم هذه الأجواء الاقتصادية الدولية المتقلبة، يبقى الذهب والمعادن النفيسة في الواجهة باعتبارها أدوات استثمارية تقدم الأمان في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، مما يستدعي متابعة دقيقة للتطورات الجارية في الأسواق.