«انخفاض مفاجئ».. أسعار الذهب تتراجع مع انحسار التوترات الجيوسياسية والتجارية

تراجعت أسعار الذهب مؤخرًا متأثرة بتحسن ملحوظ في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعطت المؤشرات الإيجابية بشأن المحادثات التجارية دفعة هامة للأسواق العالمية، مما أثر على جاذبية الذهب كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق، كما ساهم في ذلك أيضًا تراجع التوترات الجيوسياسية التي كانت تحفز الطلب على المعدن النفيس في الفترات السابقة.

تأثير المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا بنسبة 1.4% خلال التعاملات الصباحية في الأسواق الآسيوية، بعد مكاسب أسبوعية وصلت إلى 2.6%، فيما كان المستثمرون يعيدون تقييم استراتيجياتهم بناءً على التطورات الإيجابية في المحادثات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، وقد أفادت الولايات المتحدة والصين بتحقيق “تقدم كبير” في المفاوضات التي استُكملت في سويسرا، حيث هدفت هذه المحادثات إلى تهدئة النزاعات التجارية التي استمرت طويلاً وأثرت على الاقتصاد العالمي بشكل سلبي.
ورغم أن أي من الطرفين لم يعلن عن تفاصيل محددة للإجراءات المستقبلية، إلا أن التفاؤل العام عزز من توجه المستثمرين نحو أسواق الأسهم وسحب بعض الاهتمام من الملاذات الآمنة مثل الذهب، وعلى الرغم من انخفاض أسعار السبائك، فإن التوقعات الاقتصادية وأي تصاعد جديد في التوترات التجارية قد يعيد دعم المعدن الأصفر.

صراعات جيوسياسية تؤثر بشكل محدود على أسواق المعادن

في حين ظهر استقرار نسبي على الصعيد الجيوسياسي، مثل صمود وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بعد أيام من الاشتباكات العسكرية، فإن ذلك كان له دور محدود في التأثير على أسعار المعادن، بالإضافة إلى ذلك، تُجري الولايات المتحدة محاولات أخرى لإحراز تقدم في النزاعات العالمية، بما في ذلك جهود الرئيس الأمريكي لحل الأزمة الأوكرانية من خلال دعوة الأطراف المتنازعة إلى الجلوس على طاولة الحوار، وعلى الرغم من هذه التطورات، ظلت الأسواق تراقب عن كثب أي انفراجة قد تؤثر على أسعار الذهب وتغير مساره.

تأثير الطلب العالمي على أسعار الذهب

وعلى الرغم من الأوضاع العالمية المستقرة نسبيًا، فإن الذهب حافظ على جزء من قوة الطلب بسبب استمرار عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية، وكذلك من خلال النشاط المتزايد في الأسواق الآسيوية، وخصوصًا في الصين التي تعتبر واحدة من أكبر مستهلكي الذهب على مستوى العالم، ومع تسجيل سعر الأونصة انخفاضًا بنسبة 1.3% ليصل إلى 3,281.29 دولار أمريكي في التعاملات الفورية في سنغافورة، فإن ذلك يعكس جزئياً رغبة المستثمرين في التنويع بعيداً عن الأصول الآمنة في ظل الأجواء العالمية الأكثر استقراراً.

كما تراجعت الفضة بشكل طفيف، بينما سجلت المعادن الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم ارتفاعاً، مما يعكس تحولاً في استراتيجيات الاستثمار بالاعتماد على التوقعات الاقتصادية ومعدل التعافي التجاري، ويُتوقع أن يظل الذهب خياراً حيوياً للمستثمرين على المدى البعيد بفضل ارتباطه بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية.