صابرين تفقد قدمها وحلم الزفاف بسبب الحرب.. قصة مؤلمة تلهم الكثير

عادت صابرين الخيري إلى حي الشيخ رضوان في مدينة غزة بعد نزوح دام لأكثر من عام ونصف، وهي تحمل في قلبها الآمال ببداية حياة جديدة، ولكن الأيام رسمت لها مسارًا مختلفًا مليئًا بالمعاناة والآلام. لم تكن صابرين تتصور أن لحظة سعيدة تنتظرها على أعتاب الزواج ستحوِّل حياتها إلى كفاح مستمر مع إصابات جسدية ونفسية يصعب تجاوزها.

الحياة بعد النزوح وتأثير القصف على صابرين

في ليلة السابع عشر من مارس، وبينما كانت صابرين تستعد ليوم زفافها، قررت قضاء بعض الوقت مع قريبتها في حي تل الهوا، بعيدًا عن إرهاق التجهيزات. لكنها لم تكن تعلم أن تلك الليلة ستتحول إلى كابوس عندما ضرب صاروخ المنزل. تسبب الانفجار في سقوطها من الطابق الثاني إلى الشارع، حيث وجدت نفسها عاجزة عن الحركة، وقد تمزق جسدها وتهشمت قدمها اليمنى بشكل كبير. نُقلت فورًا إلى المستشفى الأردني، وهناك أُجري لها عملية بتر لإنقاذ حياتها.

صراع صابرين وتامر مع الواقع المؤلم

قدمت قصة تامر الخطيب، خطيب صابرين، صورة إنسانية مؤثرة عن الحب والوفاء في ظل الظروف القاسية. بعد لحظات من وقوع الانفجار، حاول الاتصال بصابرين عدة مرات دون جدوى، ليجد نفسه يركض بين المستشفيات بحثًا عنها. عندما وجدها، قدم لها بعض الطمأنينة الكاذبة، محاولًا منحها لحظة من السكينة وسط الألم الرهيب. لم يكن بتر قدمها مجرد صدمة جسدية فحسب، بل كان أيضًا ضربة نفسية كبيرة لا تزال صابرين وتامر يحاولان التعامل معها.

رحلة العلاج والأمل رغم الألم

منذ الحادثة، تنقلت صابرين بين المستشفيات لتلقي العلاج اللازم. ما زالت تواجه آلامًا مستمرة في ظهرها وقدمها، بينما تنتظر الموافقة لمغادرة القطاع من أجل تركيب طرف صناعي يساعدها على استعادة جزء من حياتها الطبيعية. وعلى الجانب الآخر، يظل تامر داعمًا، مصرًا على المضي قدمًا في مشروع الزواج رغم كل التحديات. تقول صابرين، وهي تمسك برواية لم تستطع إنهاءها في ظروفها الحالية: “كنت أحلم أن أقرأ هذه الرواية في بيتنا الجديد، لكنني أقرأها الآن من على سرير المستشفى”.

قصة صابرين تعبر عن جانب مأساوي من الحياة في المناطق المنكوبة، لكنها في ذات الوقت تقدم مثالًا قويًا على قوة الصمود والأمل للإنسان مهما كانت الظروف قاسية.