ندوة بجامعة حلوان تناقش العملات الرقمية ومستقبل الجنيه الرقمي بين الواقع والطموحات

أقيمت كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان ندوة تثقيفية تحت عنوان “العملات الرقمية والجنيه الرقمي بين الواقع والمأمول”، بحضور العديد من الخبراء وأعضاء هيئة التدريس. هدفت الندوة إلى توعية الطلاب والمجتمع بدور العملات الرقمية في تغيير مستقبل الاقتصاد، مع تسليط الضوء على مشروع الجنيه الرقمي وأهميته كعملة رقمية مبتكرة.

مفهوم العملات الرقمية وتأثيرها على الاقتصاد

أوضح الدكتور جابر محمد عبد الجواد، أستاذ الاقتصاد والتجارة الدولية بجامعة حلوان، أن العملات الرقمية تمثل نوعًا مبتكرًا من النقود، يتم تداولها إلكترونيًا دون الحاجة إلى وسيط مثل البنوك. تعتمد هذه العملات، مثل البيتكوين، على تقنية التشفير لتأمين المعاملات، مما يجعلها أقل تكلفة وأسرع في الاستخدام. البيتكوين، التي ظهرت لأول مرة عام 2009 بواسطة شخصية مجهولة تُدعى “ساتوشي ناكاموتو”، تُعتبر العملة الرقمية الأولى التي أحدثت نقلة نوعية في النظام المالي العالمي. العملات الرقمية تُتيح مزايا مثل الشفافية وسرعة المعاملات، لكنّها تواجه تحديات قانونية ونقدية.

أهداف مشروع الجنيه الرقمي

سلطت الندوة الضوء على “الجنيه الرقمي”، وهي عملة رقمية مدعومة من البنك المركزي في المملكة المتحدة. الهدف من هذا المشروع هو توفير عملة رقمية مستقرة وآمنة تسهّل المعاملات اليومية بشكل يتناسب مع التقدم التكنولوجي. الجنيه الرقمي يُعد بديلاً مكملاً للعملات التقليدية، حيث يُستخدم في الدفع الإلكتروني ويزيد من أمان التعاملات، مع تقليل الاعتماد على الأوراق النقدية. هذا النموذج يُبرز أهمية تبني العملات الرقمية لضمان مواكبة التطورات الاقتصادية.

الفروق بين البيتكوين والجنيه الرقمي

ركزت الندوة على الفروقات الجوهرية بين البيتكوين والجنيه الرقمي. في حين أن البيتكوين تُدار بصورة لا مركزية بالكامل ولا تخضع لأي جهة رسمية، يُعتبر الجنيه الرقمي عملة رقمية مركزية تديرها الجهات الحكومية لضمان الاستقرار المالي. واستعرض الدكتور جابر تطور العملات الرقمية، وأسباب شهرة البيتكوين، والدول التي اعتمدتها كعملة قانونية، بالإضافة إلى حجم تداول البيتكوين عالميًا. كما تناولت الندوة العيوب المتعلقة باستخدام البيتكوين، مثل التقلبات السعرية الحادة وقضايا الأمان الرقمي.