«أزمة حادة» تهدد حكومة بن بريك وسط صراع الاقتصاد والسياسة تصدرت المشهد

تُواجه حكومة بن بريك الجديدة تحديات ضخمة على كافة الأصعدة في اليمن، حيث يتداخل الواقع السياسي المعقد مع الانهيار الاقتصادي الشامل، ما يجعل مهمة الحكومة ليست بالأمر السهل. ورقة تحليلية أكدت أن التركيبة الحالية للحكومة قد تُعيق تنفيذ كثير من الإجراءات الضرورية، ما لم تحصل على دعم فعلي وصلاحيات واسعة لمواجهة التحديات المحورية.

التحديات الاقتصادية التي تواجه حكومة بن بريك

تتكدس التحديات الاقتصادية التي تواجه الحكومة اليمنية الجديدة بقيادة سالم بن بريك، حيث يأتي انهيار العملة الوطنية في مقدمة المخاطر الاقتصادية. فقد شهد الريال اليمني تراجعًا حادًا في قيمته خلال الأعوام السابقة، ما أدى إلى ارتفاع مشكلات التضخم وزيادة معاناة المواطن البسيط. كما فاقمت أزمة عجز الموازنة من الأوضاع الاقتصادية، خاصة بعد توقف صرف معظم رواتب القطاع الحكومي بشكل مستدام؛ يعود جزء كبير من هذا العجز إلى توقف صادرات النفط التي تُعد المصدر الرئيس للإيرادات.

الأزمة السياسية وتأثيرها على الحكومة الجديدة

تمر الحكومة بحالة معقدة من الانقسام السياسي، حيث تندرج الخلافات بين مكونات الدولة ضمن التحديات الأبرز أمام حكومة بن بريك. إذ يؤدي الخلاف المتواصل بين مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى تعطل كثير من الجهود الحكومية. سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على بعض الموارد والمواقع الحيوية مثل العاصمة المؤقتة عدن، جعل من الصعب تنفيذ الخطط دون رؤية موحدة. يُضاف إلى ذلك جهود الانفصال التي يروج لها الانتقالي، مما يجعل التأقلم مع هذه الأوضاع تحديًا إضافيًا لرئيس الوزراء الجديد.

خطط حكومة بن بريك لتعزيز الاقتصاد وإصلاح القطاعات

تحتاج الحكومة اليمنية إلى اتخاذ خطوات فاعلة لمعالجة التحديات الطارئة، حيث تُمثل إعادة تشغيل صادرات النفط وإصلاح القطاعات الإنسانية والمالية أولوية قصوى. كما يشير الخبراء إلى أن حل أزمة الكهرباء في عدن يُعد من الخطوات المهمة لتهدئة الشارع اليمني. توفر الكهرباء بشكل منتظم سيُجنب الحكومة مزيدًا من الاحتجاجات الشعبية. وتنفيذ إصلاحات إدارية ومالية شاملة لتخفيض نسب الفساد يُمكن أن يُساعد في الحصول على دعم دولي وإقليمي فعال، خاصة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وفي الختام، يواجه رئيس الحكومة سالم بن بريك تحديًا معقدًا يهدف إلى تجاوز العقبات السياسية الداخلية، والعمل على تحسين الوضع المعيشي لليمنيين، وإعادة بناء الدولة في ظل بيئة إقليمية ودولية شديدة التعقيد. نجاح الحكومة يعتمد بشكل أساسي على تحقيق إنجازات عملية ملموسة تُلبي طموح الشعب وتعيد الثقة بالمؤسسات الحكومية.