تحرير طابا: ذكرى استعادة مصر سيادتها على آخر جزء من أرض سيناء الغالية.

تحل اليوم الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير طابا، اليوم الذي استعاد فيه المصريون السيادة الكاملة على جميع أراضيهم في سيناء بعد نصر عسكري مشرف في حرب أكتوبر 1973، أعقبه نصر دبلوماسي تاريخي. عادت طابا إلى مصر بفضل التحكيم الدولي، لتصبح رمزاً للإصرار والدفاع عن أرض الوطن مهما كانت التحديات.

تحرير طابا: الانتصار الدبلوماسي

قامت مصر بفتح معركة دبلوماسية جديدة بعد الانتصارات العسكرية، حينما رفضت إسرائيل الانسحاب من طابا، بالرغم من انسحابها من باقي أراضي سيناء وفقاً لمعاهدة السلام الموقعة عام 1979. واستمر النزاع حول طابا حتى عام 1986، عندما قررت مصر اللجوء إلى التحكيم الدولي كحل قانوني لحسم الخلاف. في 29 سبتمبر 1988، أنصفت هيئة التحكيم الدولية مصر وأكدت ملكيتها لطابا، مشيرة إلى معايير قانونية وتاريخية تفيد بوضوح أن طابا جزء أصيل من الأراضي المصرية.

حسم النزاع ورفع العلم المصري

الأحداث الحاسمة لتحرير طابا لم تقف عند قرار التحكيم، فقد جرى تطبيق الاتفاقات التنفيذية في روما بحضور الولايات المتحدة، لإنهاء أي قضايا عالقة. وبحلول عام 1989، وبعد معركة استمرت لأكثر من سبع سنوات بين الدبلوماسية والوثائق القانونية، تم رفع العلم المصري على أرض طابا، ليكون ذلك رمزاً للسيادة الوطنية والوحدة الشعبية التي أظهرتها مصر.

أيقونة سيناء: أهمية طابا

تمثل طابا أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تقع على رأس البحر الأحمر بالقرب من شرم الشيخ، وتشكل جزءاً من الهوية المصرية في سيناء. حاولت إسرائيل السيطرة عليها للاستفادة من موقعها المطل على البحر الأحمر. ومع ذلك، أثبتت مصر موقفها الثابت والموثق بالخرائط الدولية والمستندات القانونية، مؤكدة أن طابا غير قابلة للتنازل. رفع العلم المصري فوق طابا جاء بمثابة انتصار جديد يعزز روح الوطنية لدى جميع المصريين.

تحرير طابا في التاسع والعشرين من سبتمبر 1988، واعتماده بشكل نهائي برفع العلم المصري عام 1989، يمثل إنجازاً دبلوماسياً فريداً، يؤكد أن التمسك بالحق والمثابرة قادران على استعادة السيادة الوطنية مهما كانت الصعوبات.