«سنن الأضحية».. تعرف على أهم الأفعال المستحبة أثناء الذبح

مع اقتراب عيد الأضحى، يتزايد اهتمام المسلمين بمعرفة سنن الأضحية والأفعال المستحب القيام بها عند ذبحها، حيث تمثل الأضحية شعيرة دينية عظيمة تعبّر عن الامتثال لأوامر الله عز وجل وتقرب المسلم إلى خالقه، وتشمل هذه السنن عدداً من الخطوات التي تجعل عملية الذبح تسير وفق تعليمات الشريعة الإسلامية وبطريقة تعزز من قيم الرحمة والإنسانية.

سنن الأضحية وأحكامها في الإسلام

الأضحية هي ما يُذبح تقرباً إلى الله في أيام عيد الأضحى وتحديدا من بعد صلاة العيد وحتى آخر أيام التشريق، ومن أهم شروطها أن تكون من الإبل أو البقر أو الغنم، حيث يجب أن تتوافر فيها صفات محددة تجعلها صالحة للذبح، ولقد أوصى الإسلام باختيار أضحية سمينة وسليمة لتكون قادرة على تحقيق الغاية من هذه الشعيرة العظيمة كما جاء في قوله تعالى: «ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ».

ومن السنن المؤكدة أن تكون الأضحية من البالغ، عاقلاً ومقتدراً، فلا تجب على الأطفال أو النساء غير القادرات، ويُستحب أن يُعّين الذابح نيّة الأضحية عند الشروع في الذبح، ويذكر اسم الله ويبدأ بالتكبير قائلاً: “بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُ أَكْبَرُ”.

سنن الأضحية أثناء الذبح

لطالما ارتبطت شعيرة ذبح الأضاحي بالقيم الإسلامية السامية التي تحث على الرفق بالحيوان، ولهذا السبب جاءت تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم توضح طريقة الذبح المثلى، حيث يُسن استقبال القبلة عند ذبح الأضحية، وإن كانت الأضحية من الغنم أو البقر توضع على جنبها الأيسر، بينما تُنحر الإبل وهي واقفة، ويشدد على أهمية إراحة الذبيحة باستخدام سكين حادة لضمان الذبح السريع دون أي معاناة للحيوان؛ وفي الحديث الشريف: “إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته”.

وتترافق عملية الذبح بنية تقرب خالصة إلى الله سبحانه وتعالى مع مراعاة التسمية والتكبير بقول: “اللهم منك ولك، إنّي وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين”.

ما يستحب بعد ذبح الأضحية

بعد إتمام عملية الذبح، من المستحب الانتظار حتى تسكن جميع أعضاء الذبيحة قبل الشروع في عملية السلخ، كما يُشرع للمضحي تناول جزء من الأضحية وتوزيع الأجزاء الأخرى على الأقارب والفقراء والمساكين، وهذا يتوافق مع نصوص القرآن الكريم والأحاديث الشريفة مثل قوله تعالى: “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”، ويوصى أيضاً بالتصدق بجزء منها بغرض مساعدة المحتاجين وإظهار أحد أبرز قيم التكافل الاجتماعي في الإسلام.

كما يمكن للمضحي دعاء الله خلال الذبح وبعده بالتعبير عن الامتنان والامتثال، وحُسن النية، ليحصل ثواب الأضحية كاملاً ويحقق قيمها الروحية والاجتماعية. الأضحية تعد فرصة للإنسان لتأدية عبادة عظيمة تحمل في طياتها معاني الرحمة والشكر والعطاء.