«عودة مفاجئة».. توكيل «يانج مينج» يستأنف عبوره عبر قناة السويس قريبًا

أعلنت شركة «يانج مينج»، أحد أبرز التوكيلات الملاحية العالمية والأكبر في منطقة شرق آسيا، عن خطتها للعودة إلى استخدام ممر قناة السويس الملاحي مرة أخرى عوضًا عن الاعتماد على طريق رأس الرجاء الصالح، وجاء هذا القرار استجابة للظروف الاقتصادية والملاحية الحالية التي أثبتت كفاءة قناة السويس في تقليل تكاليف النقل البحري وتسريع وصول الشحنات.

عودة توكيل «يانج مينج» إلى قناة السويس

كشف محمود عويس، مدير توكيل «يانج مينج شبينج مصر» بميناء العين السخنة، عن أن سبب القرار يعود إلى الخسائر الباهظة التي تكبدها التوكيل أثناء مرور سفنه عبر رأس الرجاء الصالح خلال أزمة الملاحة بالبحر الأحمر لعام 2024، حيث اتبعت الشركة مسارًا يمتد لمدة تتجاوز 26 يومًا، مما أثر بشكل كبير على التكاليف التشغيلية والاقتصادية، كما أدت هذه المسارات الطويلة إلى زيادة استهلاك الوقود وارتفاع مصاريف التشغيل؛ وهو ما دفع التوكيل للعودة سريعًا لاستخدام قناة السويس.

أهمية قناة السويس للاقتصاد الملاحـي

تُعَد قناة السويس أحد أهم الممرات الملاحية عالميًا، حيث تشكل الخيار المفضل لتوكيلات الشحن العالمية بسبب موقعها الاستراتيجي، فالقناة تختصر وقت الرحلات مقارنة بالمسارات البديلة، مما ينعكس إيجابيًا على تقليل استهلاك الوقود وخفض تكلفة نقل البضائع، كما توفر القناة عبورًا آمنًا وسريعًا، مما يحمي البضائع من التلف ويعزز ثقة مالكي السفن والموردين في استخدام هذا المعبر الملاحي الحيوي، وتأتي أهمية هذا الممر واضحة بالنسبة لتوكيلات مثل «يانج مينج»، التي تستهدف تحسين خدماتها وضمان استمرارية الشحن عالي الكفاءة.

تحسينات وإصلاحات في الموانـئ المصرية

أشاد محمود عويس بالجهود التي تبذلها الدولة لتطوير الموانئ البحرية، وخاصة ميناء السخنة الذي يُعتَبر محطة رئيسية لتوكيل «يانج مينج»، حيث أوضح أن مد ساعات العمل في الساحات الجمركية، بما يشمل أيام الجمعة والعطلات الرسمية، ساعد بشكل كبير في تقليل الزمن المطلوب لإنجاز أعمال الكشف الجمركي، مما أتاح مرونة أكبر للموردين والمصدرين، هذا التطوير يعكس قدرت الدولة المصرية على جذب المزيد من خطوط الملاحة الدولية للتعامل مع موانئها.

وجود بنية تحتية متطورة وإدخال تحسينات مستمرة على الموانئ المصرية يتيح للقناة الحفاظ على مكانتها كممر ملاحي مفضل عالميًا، مما يجعلها الخيار الأمثل لتوكيلات الملاحة مثل «يانج مينج» التي تسعى لخفض التكاليف وزيادة كفاءة أسطولها البحري، مع تحقيق الاستدامة والربحية.