«ارتفاع قياسي» للذهب مع ترقب محادثات التجارة بين أمريكا والصين

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا ملحوظًا بعد تراجعها الحاد في الجلسة السابقة، حيث اندفع المستثمرون نحو شراء هذا المعدن النفيس وسط ترقب الأسواق للمحادثات التجارية المنتظرة بين الولايات المتحدة والصين، كما أسهمت بعض التطورات الاقتصادية العالمية في تعزيز الحركة الإيجابية للذهب، وهو ما انعكس على أداء الأسواق العالمية وعلى قرارات المستثمرين.

أسعار الذهب اليوم وتأثير المحادثات التجارية

سجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 3309.39 دولارًا للأوقية، في حين صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.3% لتلامس 3314.20 دولارًا، يأتي هذا التحسن بعد انخفاض كبير شهدته الأسواق في الجلسة السابقة بنسبة وصلت إلى 2%، حيث تراجعت الأسعار إلى 3288.39 دولارًا، وشهد السوق تحركات إيجابية بفضل اهتمام المتداولين بالحفاظ على أصولهم الآمنة انتظارًا لما ستسفر عنه التطورات التجارية بين واشنطن وبكين.

الاتفاق التجاري بين أمريكا وبريطانيا وأثره على الذهب

أحد العوامل المؤثرة في أداء أسعار الذهب كان الإعلان عن الاتفاق التجاري بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي اعتبر “اختراقًا” في العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، وفقًا لهذا الاتفاق، ستظل هناك رسوم جمركية بنسبة 10% على السلع المستوردة من بريطانيا، كما وافقت بريطانيا على خفض رسومها الجمركية على السلع الأميركية من 5.1% إلى 1.8%، ما ساهم في تحفيز التبادل التجاري، ومع هذا التطور، تأثرت حركة التداول العالمية، وهي نتيجة طبيعية لتأثير الاتفاقيات الكبرى على الأسواق المالية، بما يتضمنه الذهب كمكون أساسي.

العوامل الداعمة لارتفاع أسعار الذهب

يتأثر أداء الذهب بعدة عوامل رئيسية، من بينها حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي العالمي، إلى جانب الاحتكاكات التجارية بين الدول الكبرى مثل الصين وأمريكا، التي تجعل الذهب خيارًا أمثل للمستثمرين الباحثين عن الحماية من المخاطر، أيضًا، السياسة النقدية للبنوك المركزية وأسعار الفائدة تلعب دورًا رئيسيًا، حيث يكتسب الذهب قيمة أكبر عندما تنخفض الفائدة، مما يعزز الإقبال عليه كأصل آمن، ورغم أن الأسواق شهدت تقلبات مؤخرًا، إلا أن المعدن الأصفر يبقى خيارًا طويل الأمد للعديد من المستثمرين.

ختامًا، تمثل أسعار الذهب انعكاسًا مباشرًا للأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية، ويدعمها الطلب المرتبط بالمخاوف والاضطرابات، لتظل وجهة رئيسية للمستثمرين الساعين للاستقرار المالي في أوقات التقلبات، لذا من الضروري متابعة أحداث الأسواق العالمية وآثارها على حركة الذهب لضمان اتخاذ قرارات استثمارية حكيمة، فالذهب يبقى الملاذ الآمن الأقوى عبر الأزمات.