هولندا وإسبانيا: مواجهة كروية جديدة تعيد ذكريات يورو 1984 والصراع التاريخي

يشتهر منتخب هولندا دائمًا بأنه من أكثر المنتخبات غير المحظوظة في عالم كرة القدم، رغم تاريخه الطويل والمبهر. فالمنتخب البرتقالي وصل نهائي كأس العالم ثلاث مرات دون أن يحرز اللقب، كما أن خزائنه تحتوي على لقب قاري وحيد فقط، وهو لقب يورو 1988. مباراة هولندا وإسبانيا في ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية تعيد ذكريات مواجهة تاريخية حزينة للأول في تصفيات يورو 1984.

هولندا وإسبانيا: صراع قديم بذكريات مؤلمة

خلال تصفيات يورو 1984، وقعت هولندا وإسبانيا في المجموعة السابعة برفقة إيرلندا ومالطا وآيسلندا. منذ اللحظة الأولى، كان من المتوقع أن يكون الصراع على بطاقة التأهل الوحيد بين المنتخبين. كلا المنتخبين رفع رصيده إلى 11 نقطة بعد تبادل الفوز في مواجهاتهما المباشرة. قبيل الجولة الأخيرة، فاز المنتخب الهولندي على مالطا بنتيجة 5-0، ليضع قدمًا في النهائيات بفارق أهداف (+16). هذا الوضع جعل إسبانيا بحاجة لفوز خرافي بفارق 11 هدفًا على مالطا لانتزاع بطاقة التأهل.

معجزة فيامارين: الانتصار المستحيل

في 21 ديسمبر 1983، استضافت إسبانيا مالطا على ملعب فيامارين في إشبيلية وسط أجواء متواضعة أمام عدد محدود من الجماهير. البداية لم تكن مشجعة، حيث أهدر الإسبان ركلة جزاء في الدقائق الأولى وتعادلت مالطا بعد تقدم مبكر. لكن في الشوط الثاني، شهد العالم ما وصف بـ”معجزة فيامارين”، إذ تمكنت إسبانيا من تسجيل ثمانية أهداف إضافية لتنهي المباراة بنتيجة (12-1)، وهو فارق كافٍ لإقصاء هولندا.

شكوك المؤامرة وعصير الليمون

ما زال الجدل يدور حول هذا الفوز اللافت. ادّعى مدرب مالطا أن لاعبي إسبانيا تناولوا “شراب منشطات” بين الشوطين، ليؤكد الإسبان بعدها أنه كان مجرد عصير ليمون. البعض يرى أن انفلات النتيجة يعود إلى إجهاد المنتخب المالطي من توالي المباريات والسفر المستمر. بغض النظر عن الشكوك، تمكنت إسبانيا من التأهل إلى يورو 1984 وحققت أداءً مبهرًا، بينما عاشت هولندا على وقع الإحباط حتى تمكنت في يورو 1988 من تحقيق أول ألقابها تحت قيادة جيل ذهبي استثنائي.