«الذهب» يقفز ترقبًا لـ«محادثات التجارة» بين الولايات المتحدة والصين

شهدت أسعار الذهب اليوم الجمعة ارتفاعًا طفيفًا، حيث استفاد المعدن النفيس من إقبال واسع من قبل المستثمرين على الشراء، ليغلق بذلك على صعود محدود بعد خسائر أمس، وتأتي هذه التحركات وسط ترقب الأسواق العالمية للتطورات المرتبطة بالمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي ستنطلق الأسبوع المقبل، كما حظيت التغيرات في أسعار المعادن النفيسة الأخرى بالمزيد من الاهتمام في تعاملات اليوم.

أسعار الذهب اليوم وتأثيرها على الأسواق

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية صعودًا محدودًا بنسبة 0.1% ليبلغ 3309.39 دولارًا للأوقية، في حين ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 0.3% إلى 3314.20 دولارًا، ويأتي هذا التغير الطفيف نتيجة حالة ترقب الأسواق لانطلاق المحادثات بين الولايات المتحدة والصين، مما يعزز موقف الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية، إلى جانب السياسة النقدية المتبعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
تعتبر التطورات السياسية والاقتصادية عنصرًا حاسمًا في حركة أسعار الذهب، حيث إن أي توترات تجارية أو تغييرات في أسعار الفائدة تؤثر على القرارات الاستثمارية المتعلقة بالمعادن النفيسة، مما يجعل الذهب ملاذ المستثمرين وقت الأزمات المالية، بالإضافة إلى كونه أداة للحفاظ على القيمة.

تأثير الاتفاقات التجارية على أسعار الذهب الحالية

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مؤخرًا عن إبرام اتفاق تجاري يساهم في تطبيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، رغم بقاء نسبة الرسوم الجمركية ثابتة على الواردات البريطانية عند 10%، من جهة أخرى، شهدت خطوة أخرى تتمثل في خفض الرسوم الجمركية البريطانية على السلع الأمريكية إلى 1.8% بدلًا من 5.1%، كما فتحت الأسواق البريطانية الباب على مصراعيه أمام المنتجات الأمريكية، مما ساهم في رفع آمال المستثمرين بتعزيز التجارة العالمية؛ ومع ذلك لا تزال تأثيرات هذا الاتفاق على أسعار الذهب غير مباشرة لكنها قد تشجع استقرارً الأسواق.
ومع اضطراب العملات وضعف الدولار الأمريكي، يزداد الإقبال على الذهب كخيار استثماري مثالي لحفظ الثروة وحمايتها من تآكل القيمة الشرائية للعملات.

تغيرات أسعار المعادن النفيسة الأخرى

لم تقتصر التحركات السعرية على الذهب فقط، حيث شهدت المعادن النفيسة الأخرى تقلبات ملحوظة اليوم، فقد تراجعت أسعار الفضة بنسبة 0.4% إلى 32.37 دولارًا للأوقية، في حين ارتفع البلاتين بنسبة 0.5% ليبلغ 980.62 دولارًا، أما بالنسبة للبلاديوم فقد تراجع بنسبة 0.3% إلى مستوى 973.04 دولارًا للأوقية، وتشير هذه المؤشرات إلى ارتفاع الطلب على البلاتين، الذي يستخدم لأغراض صناعية عديدة، بينما تأثرت الفضة والبلاديوم بتراجع الطلب الصناعي عليهما جزئيًا.
في ضوء هذه الأحداث، يظل الذهب المعدن النفيس الأكثر تداولًا عالميًا، حيث يعتبر الملاذ الآمن الأول خلال فترات التقلبات الاقتصادية والسياسية، مما يجعله الخيار المفضل للمستثمرين حول العالم للحفاظ على قيمة أصولهم.