«ارتفاع قياسي».. أسعار الذهب اليوم الجمعة تقفز عالميًا مع زيادة الطلب

شهدت أسعار الذهب تحسنًا طفيفًا خلال التعاملات الأخيرة بفضل زيادة الإقبال عليه كملاذ آمن في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، حيث يعكس الذهب صورة مباشرة لتطورات الأسواق المالية نتيجة المخاوف المستمرة بشأن التضخم، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالمحادثات التجارية بين الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، علاوة على تأثير تصريحات أطراف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن الخطط المستقبلية المتوقعة.

تذبذب أسعار الذهب وتأثير المحادثات التجارية

تشهد أسعار الذهب حالة من التذبذب المخلوط بالتحسن الطفيف، حيث بلغت المعاملات الفورية 3309.39 دولارًا للأوقية بزيادة نسبية تقارب 0.1%، كما صعدت العقود الآجلة أيضًا لتصل إلى 3314.20 دولارًا مرتفعة بمعدل 0.3%، ورغم التحسن إلا أن السوق لا يزال تحت ضغط التقلبات، خاصة مع الإعلان عن تعديلات على الاتفاقيات التجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث أثّر هذا الاتفاق التجاري بشكل كبير على نحو غير مباشر على حركة المستثمرين في الأسواق، إذ اتجه البعض إلى تقوية احتياطياتهم من الذهب لتغطية المخاطر المتوقعة، فقد أثرت السياسات الجمركية بين الدولتين على قرارات التحوط المالي عالميًا؛ فيما تعكس التقلبات الراهنة حالة التخوف التي تسود الأوساط الاقتصادية في ظل التغيرات السياسية والتجارية المحتملة.

أثر الاتفاق التجاري الأمريكي البريطاني على أسعار الذهب

أدى الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تعديلات ملحوظة في السياسة الجمركية بين الجانبين، حيث شهدت الرسوم على بعض المنتجات البريطانية والأمريكية تغييرات لافتة، مع تقليل معدلات الرسوم البريطانية على الواردات الأمريكية من 5.1% إلى 1.8%، ورغم الاستفادة الاقتصادية البادية على القطاعات العاملة بين الطرفين، فإن سوق الذهب شهد حالة من الحذر، إذ فضّل المستثمرون التوجه نحو أصول آمنة كالذهب بدلًا من الاستثمارات التقليدية التي ارتبطت بمخاطر الأسواق التجارية، ويؤكد هذا التوجه أهمية الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار الدولي ووسط الاهتزازات الاقتصادية الكبرى.

تأثير تصريحات الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الذهب

تصدر تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قائمة الاهتمامات بالنسبة للمستثمرين في سوق الذهب، فقد أثر قرار الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير خلال الاجتماع الأخير على مستوى الثقة في السوق، إذ يعاني الاقتصاد الأمريكي من تحديات التضخم ومعدل البطالة، ليزيد هذا من جاذبية الذهب كأداة استثمارية مستقرة، بالإضافة إلى المخاوف حيال تصاعد الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين التي قد تؤدي إلى تقلبات أعمق في الأسواق، ويتوافق ذلك مع توقع ارتفاع أسعار الذهب مستقبليًا حال استمرت العلاقات الاقتصادية الدولية في وضع غير مستقر أو شهد الدولار أي تراجع إضافي.

في الختام، لا تزال أسعار الذهب تراوح مكانها صعودًا وهبوطًا بتأثير مستجدات الأسواق العالمية وتقلبات السياسات الاقتصادية، إذ يعكس هذا المعدن النفيس قدرة استثنائية على الصمود كوسيلة تحوط رئيسية ضد التضخم وعدم الاستقرار المالي، مما يجعله خيارًا مستدامًا داخل محفظة أي مستثمر ذي طموح طويل الأمد.