«تحديات كبرى».. قومي الشرق الأوسط يناقش مستقبل حركة قناة السويس وتطوراتها

تُعد قناة السويس واحدة من أهم الشرايين الملاحية العالمية التي تربط بين الشرق والغرب، ما يجعلها محورًا حيويًا للتجارة العالمية، لكن التحديات الإقليمية والعالمية الجديدة تفرض ضغوطًا على هذا الممر الحيوي، ما يستدعي تبني استراتيجيات فعّالة لضمان استمراريته كمحرك رئيسي للاقتصاد المصري والعالمي، وبحث الخبراء قضايا سلامة القناة، ومستقبلها، والتطورات المؤثرة عليها في ظل تغييرات سياسية واقتصادية وبرية عالمية كبيرة.

التحديات العالمية والإقليمية التي تواجه قناة السويس

تشهد قناة السويس تحديات مستمرة نتيجة للتغيرات العالمية والإقليمية الصاعدة، من أبرزها النزاعات الجيوسياسية مثل العدوان على غزة، والحرب التجارية المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين، فضلاً عن ظهور ممرات ملاحية بديلة تنافس القناة، مثل طريق الحرير الصيني ومسار الهند-الخليج-إسرائيل-أوروبا، وهو ما ينعكس سلبًا على حركة السفن والبضائع بالقناة، بالإضافة إلى تأثير تطور النقل البحري، مثل استخدام السفن ذاتية القيادة والمحاولات المتزايدة للاستفادة من الغذاء والطاقة بشكل أكثر كفاءة، على أهمية قناة السويس كوجهة مفضلة لشركات الملاحة والتجارة.

علاوة على ذلك، فرضت الاستراتيجيات الأمريكية الداعمة للصناعات والسفن المحلية صعوبات تحد من مساهمة الصين، وهي من أكبر المستخدمين للقناة، بنحو 27% من حركتها في عام 2023، ويظهر هذا التوجه من خلال تقديم حوافز ضخمة لتوطين الصناعات البحرية والتقييد على السفن التجارية التابعة للصين، ما يهدد استقرار المبادلات التجارية بين الشرق والغرب.

الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس في الاقتصاد العالمي

لا تزال قناة السويس تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد المصري والعالمي، بفضل دورها المركزي في تسهيل حركة التجارة العالمية، ومع ذلك، تؤثر التغيرات الآنية في أسعار الوقود وتكاليف النقل الدولي، والتي تشكل ما بين 70 إلى 90% من تكاليف التجارة البحرية، بصورة مباشرة على تنافسية القناة مقارنة بالممرات البديلة، لكن تعزيز دور الممرات البحرية الذكية واستخدام تقنيات حديثة كالممر الرقمي الأخضر يمكن أن يعزز مكانة القناة كمحور للتجارة الدولية المستدامة، بالإضافة إلى تطوير الشراكات مع الدول الصناعية الكبرى والمستثمرين الأجانب.

كما تسعى مصر إلى تعزيز القيمة المضافة للقناة من خلال مشاريع الربط بين الموانئ مثل السخنة وبور توفيق وموانئ خليج السويس، والتركيز على ربطها بسلاسل التوريد الإقليمية والدولية، لضمان استمرارية مكانتها بوصفها ممرًا استراتيجيًا للتجارة العالمية بين المحيطين الأطلسي والهندي.

خطوات مقترحة لتعزيز دور قناة السويس

خلص المشاركون في النقاش إلى ضرورة تطوير قناة السويس وتحويلها إلى ممر يعتمد على أحدث تقنيات الإدارة الرقمية، مع التركيز على تحسين مرونة إدارتها تجاه التغيرات العالمية حتى عام 2050، كما أشاروا إلى أهمية توسيع قاعدة أساطيل النقل الوطني وتوطين صناعة السفن في مصر، إضافة إلى تفعيل آليات البحث والتطوير لتعزيز استدامة القناة، هذا مع ضرورة التصدي لمحاولات تقليل أهميتها الإقليمية، وتعزيز استثمار موقعها الجغرافي لدعم الاقتصاد المصري من خلال الخطط الطموحة والمنضبطة.

المجال الإجراء المقترح
التنمية تحويل القناة إلى ممر ذكي وأخضر
الدعم الاقتصادي تعزيز الشراكات الدولية وربط الموانئ
الأمن البحري تعزيز التعاون الدولي لضمان سلامة البحر الأحمر

تمثل قناة السويس بلا شك عاملاً استراتيجيًا بالغ الأهمية للاقتصاد المصري، ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها في ظل المنافسة والظروف العالمية، فإن التحديث المستمر والبناء على قوتها الجغرافية والاقتصادية سيؤمن لها مستقبلًا مستدامًا ومزدهرًا.