«أسعار الذهب» تهبط مع تفاؤل الأسواق بمحادثات التجارة بين أمريكا والصين

شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً اليوم نتيجة انخفاض الطلب على الأصول الآمنة وسط تفاؤل المستثمرين بإمكانية عودة المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومن المتوقع أن تُصدر لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في الولايات المتحدة قرارها بشأن السياسة النقدية لاحقاً، وسط توقعات بالإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير مع مراقبة تأثير الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين على النمو العالمي.

تأثير المحادثات التجارية بين أمريكا والصين على أسعار الذهب

انخفضت أسعار الذهب بشكلٍ ملحوظ بعدما سجلت ارتفاعات كبيرة في الجلسة السابقة، حيث هبط الذهب الفوري بنسبة 1.2% ليصل إلى 3385.79 دولاراً للأونصة، مع انخفاض العقود الآجلة بنسبة 0.9% لتسجل 3393.70 دولاراً، ويعزو الخبراء هذا التراجع إلى إقبال المستثمرين على الأصول التي تخدم النشاط الاقتصادي مستندين إلى مؤشرات على بدء مفاوضات تجارية جدّية بين الولايات المتحدة والصين، ويُذكر أن الطرفين سيجتمعان في سويسرا لمناقشة الخطوات المقبلة، مما يزيد التفاؤل بعودة التوازن إلى الأسواق العالمية المتأثرة بالحرب التجارية.

توقعات لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية بشأن الفائدة

ينتظر المستثمرون تصريحات لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي من المحتمل أن تُبقي على معدلات الفائدة دون تغييرات رئيسية، حيث يُتوقع أن تحافظ اللجنة على سياسة مرنة لتقييم تداعيات النزاعات التجارية على الاقتصاد الأمريكي، وذلك وسط احتمالات بتخفيض الفائدة لاحقاً هذا العام، ويتوقع المتعاملون خفض معدل الفائدة بمقدار يصل إلى 80 نقطة أساس، ويعد هذا القرار نقطة محورية للذهب الذي يُعتبر ملاذاً استثمارياً في بيئة ذات معدلات فائدة منخفضة، خاصة في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي عالمياً.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

إلى جانب الذهب، تأثرت المعادن النفيسة الأخرى بتقلبات الأسواق العالمية، إذ تراجع سعر الفضة بنسبة 0.7% ليصل إلى 33.01 دولاراً للأونصة، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.1% ليستقر عند 983.60 دولاراً، وسجل البلاديوم خسائر بلغت 0.7% ليبلغ 967.64 دولاراً للأونصة، ويُعزى هذا التراجع إلى توجه الأسواق نحو الاستثمار في أصول ذات مخاطر أعلى، ما يؤكد أن حركة الأسواق تخضع لتأثير الأخبار الجيوسياسية ومحادثات التجارة الكبرى التي تلعب دوراً أساسياً في تشكيل اتجاهات الأسعار.

وفي السياق الجيوسياسي، أدى التصعيد الهندي-الباكستاني في كشمير إلى زيادة حالة الترقب العالمي للتصعيدات الجديدة، حيث شنت الهند هجوماً لردع أعمال عدائية سابقة، في حين ردت باكستان بعمليات عسكرية مضادة، ولطالما كان لهذه التوترات تأثير مباشر على خيارات المستثمرين المستقبليين، ما يجعل الذهب ملاذاً تقليدياً تحت الطلب في مثل هذه الأوقات.

بفضل ديناميكية الأحداث العالمية ومحاولات التوصل إلى حلول سياسية واقتصادية، سيستمر الذهب والمعادن الثمينة في لعب دور أساسي في استراتيجيات الاستثمار خصوصاً في ظل الأوضاع غير المستقرة عالمياً.