«وكيل رخيص».. قيادي بالانتقالي الجنوبي يتهم الحوثي بتنفيذ أجندة إيران

يعتبر الحوثيون أحد أبرز أذرع إيران في المنطقة، حيث أثبتت تقارير دولية واستنتاجات خبراء الأمم المتحدة علاقتهم الوثيقة بالحرس الثوري الإيراني ودورهم في تحقيق مصالح إيران التوسعية، وذلك منذ انقلابهم على السلطة الشرعية في اليمن عام 2014، مما يجعل الجماعة مجرد تابع صغير في خدمة أجندة إيرانية تستهدف استقرار الخليج العربي والمنطقة بأكملها.

الحوثيون وتبعية القرارات لإيران

أوضح وضاح بن عطية، نائب رئيس اللجنة الإعلامية بالجمعية الوطنية الجنوبية، أن جماعة الحوثي لم تكن يومًا ذات قرار مستقل، حيث تتبع سياسات إيران بشكل كامل وفقًا لما أكده أكثر من 37 قرارًا أمميًا وإدانة دولية صادرة عن مجلس الأمن والمؤسسات الدولية، كما أن التقارير الاستخباراتية وثّقت أكثر من 15 لقاءً معلنًا وسريًا بين قيادات من الحرس الثوري الإيراني والحوثيين، وهو ما يؤكد أن الجماعة ليست سوى أداة إيرانية تنفذ أوامرها دون مراجعة.

من جهة أخرى، توثق هذه العلاقة من خلال الدعم العسكري المقدم للحوثيين، والذي يتمثل في الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة المستخدمة في استهداف المنشآت المدنية والمطارات بالدول المجاورة، مثل المملكة العربية السعودية، حيث أكدت تقارير خبراء الأمم المتحدة أن مصدر هذه الأسلحة إيران، مما يبرز خطورة ارتباط الحوثيين بهذا المشروع الإقليمي الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.

تأثير المصالح الإقليمية والاتفاقات الدولية على الحوثيين

شهد عام 2023 تطورًا سياسيًا هامًا بعد اتفاق إعادة المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران، وهو ما كشف بشكل واضح عن التبعية الكاملة لجماعة الحوثي، حيث ظهروا غير قادرين على اتخاذ موقف مستقل أو حتى إبداء رأي يعكس مصالحهم المعلنة، بل اكتفوا بالصمت المطبق، وهو ما يؤكد مرة أخرى أنهم أداة لتنفيذ التهديدات الإيرانية دون أي رؤية مستقلة.

انتقد بن عطية هذه الحالة من التبعية والانبطاح، مشيرًا إلى أن الجماعة تخدم أيدولوجية توسعية فارسية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي والتأثير على الأمن الوطني لدول الخليج العربي، بل وتستغل الحروب لزيادة نفوذ إيران، مما يجعلها خطرًا دائمًا يستوجب التصدي له بوسائل سياسية وعسكرية حازمة.

الحوثيون والضغوط الدولية لإنهاء الحرب

مع تزايد التحركات الدولية والإقليمية الرامية لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن ووضع حد للحرب المستمرة منذ سنوات، يواجه الحوثيون مزيدًا من الضغوط للاستجابة لتلك الجهود، إلا أن ارتهانهم للمشروع الإيراني يُعقد من إمكانية تحقيق أي تقدم ملموس، حيث تعتمد الجماعة على التصعيد العسكري لتنفيذ أجندات طهران، بينما يستفيد النظام الإيراني من استمرار الصراع لتحقيق أهدافه التوسعية في الجزيرة العربية.

يُجمع الخبراء السياسيون على ضرورة عزل الحوثيين وإحباط محاولاتهم تجنيد المزيد من الموارد لخدمة المخططات الإيرانية، مؤكدين أن أي حل سياسي مستدام يجب أن يضمن استقلال اليمن عن التدخلات الخارجية، والعمل على إنهاء النفوذ الإيراني في البلاد، بما يحقق الأمن والاستقرار للشعب اليمني ودول المنطقة بشكل كامل.