«السفير الأميركي» من أصل يمني.. دور بارز لـ«أمير» في تعزيز العلاقات الدولية

شهدت الأزمة اليمنية تطورات جديدة تكشف عن أدوار إقليمية ودولية غير معلنة ساهمت في تغيير مسار الصراع، حيث برزت جهود دبلوماسية خفية قادتها سلطنة عمان ووساطات أمريكية عبر شخصيات مؤثرة مثل السفير الأميركي من أصل يمني “أمير غالب”، وقد أثرت هذه الجهود بشكل ملحوظ على المعادلة السياسية والأمنية في المنطقة، مما يعكس تقاربًا أمريكيًا مع الحوثيين للمرة الأولى عبر قنوات غير رسمية.

الدور المحوري للسفير الأميركي “أمير غالب”

لعب السفير الأميركي “أمير غالب” دورًا حاسمًا في تقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة والحوثيين عبر وساطة غير معلنة، حيث يتمتع غالب بخلفية يمنية ساعدته في فهم تعقيدات المشهد اليمني، وقد عمل كمبعوث غير رسمي لإدارة الرئيس ترامب في هذا الملف، حيث تشير تقارير إلى استضافته لقاءات سرية جمعت مسؤولين أميركيين وممثلين عن الحوثيين في العاصمة العمانية مسقط التي كانت المقر الرئيس للتواصل بين الأطراف.

أمير غالب لم يكن مجرد شخصية دبلوماسية عادية، بل تمكن من استغلال خبرته وعلاقاته لتذليل العقبات بين الأطراف المتنازعة، وتؤكد مصادر أن مهمته الأساسية تركزت في ضمان وقف الهجمات الحوثية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وهو ما اعتبرته واشنطن خطوة استراتيجية للحفاظ على مصالحها في المنطقة.

كواليس التفاهم بين الولايات المتحدة والحوثيين

التفاهم الأميركي الحوثي جاء بعد تصعيد كبير في العمليات العسكرية شهد ضعفًا واضحًا في قدرات الحوثيين نتيجة الغارات الأميركية المكثفة، حيث نجحت واشنطن في الحصول على ضمانات لوقف التصعيد من الجانب الحوثي مقابل إيقاف الغارات الجوية، وقد لعبت سلطنة عمان دورًا رئيسيًا في نجاح هذه المفاوضات؛ بفضل خبرتها الطويلة في حل النزاعات الإقليمية واستضافتها للوفد الحوثي منذ بداية الأزمة.

وكشفت مصادر عن أن السعودية دعمت التفاهم بشكل غير علني تفاديًا لمزيد من الهجمات الصاروخية على أراضيها، حيث مارست ضغوطًا كبيرة على إدارة ترامب لتأمين السلم الإقليمي ومنع انزلاق الخليج إلى مواجهة شاملة مع إيران.

أهمية هذا التفاهم للمشهد الإقليمي

التفاهم الجديد يعكس تحولًا في سياسة الولايات المتحدة نحو معالجة ملفات الشرق الأوسط المعقدة عبر الحوار، وقد تم استخدام هذا الاتفاق لتحييد الملف اليمني نسبيًا استعدادًا لمفاوضات أكبر مع إيران حول برنامجها النووي، كما أنه يمثل استجابة لضغوط دول الخليج التي رأت ضرورة تقليل التوترات وحماية الممرات البحرية.

في نهاية المطاف، يدلل هذا التفاهم على أن الحوثيين لم يتمكنوا من تحمل الضغوط الأميركية والإقليمية المتزايدة، حيث أذعنوا لشروط واشنطن التي استغلت نقاط الضعف في صفوف الجماعة لتحقيق مكاسب استراتيجية، مما يشير إلى بداية جديدة قد تغير قواعد اللعبة الإقليمية لصالح الأمن والاستقرار.