«انخفاض حاد» في سعر الذهب مع ترقب إعلان صفقة تجارية من ترامب

شهدت أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة حالة من التذبذب، حيث تراجع الذهب عن مكاسب سابقة بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفيد بإعلان اتفاق تجاري محتمل مع المملكة المتحدة، مما عزز من انتعاش الدولار وقوّى من التفاؤل بشأن المفاوضات التجارية، في الوقت الذي أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، مما أضاف مزيداً من الضغط على أسعار الذهب خلال التداولات.

هبوط أسعار الذهب وتأثير الدولار على السوق

شهد الذهب خلال الأيام الماضية انخفاضاً ليصل إلى ما يقارب 3340 دولاراً للأونصة، في ظل ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.3%، مما وضع الذهب تحت ضغط كبير نظراً لأن ارتفاع الدولار يزيد من كلفة شراء الذهب بالنسبة للمستثمرين بالدولار الأمريكي في الأسواق الأخرى، كما أن استقرار معدلات الفائدة في الولايات المتحدة قد قلل من جاذبية الذهب كملاذ استثماري؛ إذ يعتمد الذهب كثيراً على بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لتعزيز الطلب عليه. ومع ذلك، يتوقع عدد من المتعاملين حدوث ما لا يقل عن ثلاث تخفيضات في أسعار الفائدة بحلول نهاية عام 2025، مما يترك الباب مفتوحاً أمام احتمالية ارتفاع الذهب مستقبلاً.

توقعات 2025 ومراقبة تطور أسعار الذهب

منذ بداية عام 2025، أظهر الذهب أداءً قوياً حيث ارتفع بنحو 30% نتيجة الطلب القوي من قبل المستثمرين الذين يسعون إلى الأمان المالي وسط تقلبات الأسواق، كما أسهمت عمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية في تعزيز الأسعار، بالإضافة إلى زيادة الطلب في أسواق مثل الصين، الأمر الذي شكّل ضغطاً على الإمدادات وأسهم في ارتفاع الأسعار، ومع ذلك وصلت الأسعار إلى ذروتها عند 3500 دولار للأونصة في شهر أبريل قبل أن تبدأ بالتراجع تدريجياً، يعود ذلك جزئياً إلى تعزيز العلاقات التجارية وتخفيف التوتر بين الدول الكبرى، مما قلل من الاضطرابات السوقية.

مستجدات السوق وآفاق الذهب المستقبلية

في سياق مستجدات السوق، اتضح أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثّرت بشدة في الحراك السعري للذهب والدولار، حيث تراقب الأسواق حالياً تطورات الاتفاق التجاري مع المملكة المتحدة، ما يزيد التوقعات بانتعاش اقتصادي تدريجي، من المتوقع أن تشهد أسعار الذهب تقلبات عديدة طوال العام مع استمرار الإعلان عن قرارات الأسواق الكبرى مثل الاحتياطي الفيدرالي، حيث ينظر المستثمرون بعين الترقب إلى أي تغييرات في السياسات النقدية خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة، بجانب ذلك فإن الأسواق تدقق في أي تطورات تتعلق بالتجارة العالمية؛ وذلك لأنها تلعب دوراً مركزياً في التأثير على العوامل الداعمة أو الضاغطة للأسعار.

بناءً على المعطيات الحالية يمكن التوقع باستمرار حالة التذبذب في أسعار الذهب، حيث يبقى المعدن النفيس عنصراً استثمارياً رئيسياً عند حدوث أي تقلبات أو أزمات عالمية.