«تعليق حكومي» مثير حول رواية النصر الحوثية بعد إعلان الاستسلام الرسمي

يلقي تعليق الحكومة اليمنية على التطورات الأخيرة المتعلقة بمليشيات الحوثي المدعومة من إيران الضوء على زيف ادعاء الانتصارات التي طالما روجت لها، وخاصة في ظل استسلامها غير المباشر أمام الضربات العسكرية الأمريكية، حيث أكد وزير الإعلام معمر الإرياني أن هذا الانهيار يكشف مدى هشاشة المشروع الحوثي ودحض أوهامهم، كما أنه يعكس تغييرًا في معادلة القوة الإقليمية، مع تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة.

الهزيمة الحوثية وتناقضات “النصر الوهمي”

أكد الإرياني أن مفهوم النصر لدى الحوثيين ومن خلفهم إيران لا يتعلق بخدمة الشعوب أو تحقيق مصالحها، بل يرتبط بإثارة الفوضى والتدمير، وهو ما ظهر جليًا خلال السنوات الماضية حينما دمرت الجماعة البنية التحتية اليمنية وحولت البلاد إلى ساحة صراعات إقليمية، في المقابل، تشير النتائج الأخيرة إلى أن إدارة ترامب نجحت في فرض واقع جديد من خلال حملة عسكرية دقيقة استهدفت مراكز القيادة الحوثية ومنشآت تطوير الأسلحة، ما أدى إلى شلل تام في آليات الجماعة وعزل قياداتها الميدانية.

تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة

يبدو أن الضربات الأخيرة التي تلقتها مليشيات الحوثي على يد القوات الأمريكية ليست مجرد خسائر لجماعة تمرد، بل هي مؤشر واضح على تراجع نفوذ إيران في اليمن كجزء من مشروعها الإقليمي، حيث أوضح الإرياني أن إيران طالما استخدمت الحوثيين كورقة ضغط في المنطقة لابتزاز الأطراف الدولية والمحلية، ومع هذه الهزيمة، أصبح من الواضح أن الحرب بالوكالة التي تديرها طهران قد فقدت الكثير من مصداقيتها، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة اغتنام هذه الفرصة لاستعادة السيادة اليمنية وبناء دولة موحدة بعيدًا عن هيمنة الجماعات المسلحة.

جهود الوساطة ودور سلطنة عمان

برزت خلال الأزمة دور الوساطة الذي قادته سلطنة عمان للتخفيف من التصعيد وتبريد الأوضاع في المنطقة، وأوضحت وزارة الخارجية العمانية أن هذه المساعي نتجت عن تفاهمات بين الحوثيين وأمريكا تضمنت وقف إطلاق النار، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو إحلال السلام، وتشير هذه التحركات إلى إمكانية بدء مرحلة جديدة من الحوار السياسي البناء لحل الأزمة اليمنية بطريقة مستدامة، إذ يرى المراقبون أن هذا الاتفاق، الذي جاء بعد سلسلة من الاتصالات المكثفة، يفتح المجال لتحسين العلاقات بين الأطراف وفي الوقت نفسه يعود بالفائدة على الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار.

تباينت ردود الفعل بين الحوثيين والأطراف الأخرى، حيث وصف المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام تصريحات الاستسلام بأنها تدخل ضمن الخطاب الأمريكي المضلل، وأشار إلى أن أي خرق للاتفاق من الجانب الأمريكي سيقابل برد قوي، وعلى الرغم من ذلك، تبقى التأكيدات من الأطراف كافة على الالتزام ببنود وقف إطلاق النار إشارة إيجابية يمكن البناء عليها لتجاوز الأزمة وتجنب وقوع كارثة إنسانية جديدة في اليمن.