لماذا تواجه الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين صعوبة في تحقيق النصر؟

في مارس 2025، اشتد الصراع في البحر الأحمر مع إعلان الولايات المتحدة عن تجديد حملتها العسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران. هذه الخطوة جاءت نتيجة استمرار الهجمات الحوثية على السفن التجارية والحربية، مما يهدد أحد أهم الطرق البحرية في العالم. ومع ذلك، تبدو فرص نجاح هذه الحملة الجديدة محدودة، نظرًا لتاريخ فشل العمليات السابقة وعدم وضوح الإستراتيجيات الحالية.

تجدد الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين

استأنف الحوثيون هجماتهم في مارس 2025، رغم التزامهم بوقف إطلاق نار هش لأشهر. أطلقوا 18 صاروخًا على سفن أمريكية، مما زاد من تصعيد التوترات في المنطقة. تُعتبر حرية الملاحة عبر البحر الأحمر أولوية استراتيجية للولايات المتحدة، لكن مضيق باب المندب، المعروف بـ”بوابة الدموع”، يحمل مخاطر عالية حيث تجنبت السفن الأمريكية المرور منه منذ يناير 2024. السؤال المهم: كيف ستنجح واشنطن في تحقيق أهدافها إذا استمرت الهجمات؟

استراتيجية غير واضحة لمواجهة الحوثيين

لطالما اعتمدت الولايات المتحدة على عمليات جوية وبحرية مدعومة بالمعلومات الاستخباراتية، لكنها فشلت في كبح جماح الحوثيين. منذ عام 2015، أثبتت الاستراتيجيات التقليدية عدم فعاليتها، ومع تحويل نصف حركة الملاحة لممرات بديلة مثل رأس الرجاء الصالح، يظهر التحدي الكبير للحفاظ على أمن التجارة البحرية. كما يشير بيان إدارة ترامب إلى طموح أوسع بمواجهة وكلاء إيران في المنطقة، ما يعقد المهمة مع الحوثيين، الذين يعتمدون على مناورات متطورة وتخزين أسلحة منخفض التكلفة.

التحديات الدولية ودور الحلفاء

تتطلب المواجهة دعمًا من الحلفاء الدوليين. شاركت المملكة المتحدة بقصف أهداف حوثية عبر سلاح الجو الملكي، فيما أرسلت فرنسا حاملة الطائرات شارل ديغول للبحر الأحمر. هذه التحركات تعكس التزامًا مشتركًا، لكن الدور الفعلي للحلفاء في الحملة وفعالية الدعم يبقيان أمرًا غير واضح.

في الختام، يبقى الصراع محفوفًا بالمخاطر وسط غياب استراتيجية شاملة تُركز على استهداف قادة الحوثيين ومواردهم. وعلى الرغم من قوة النيران الأمريكية، قد تظل النتائج غير مؤكدة، مما يُشير إلى أن الحملة العسكرية الجديدة تواجه تحديات هائلة للنجاح.