«ارتفاع مفاجئ» أسعار الذهب تقفز عالميًا.. الأوقية تتجاوز 3422 دولارًا

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في نهاية تعاملات الثلاثاء السابقة، في ظل أجواء من القلق والضبابية الاقتصادية المتزايدة الناتجة عن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية على واردات الأدوية، كما تأثرت الأسواق بترقب نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع لمعرفة مستقبل أسعار الفائدة، الأمر الذي دفع المستثمرين للإقبال على الذهب كملاذ آمن للحفاظ على قيمة أموالهم.

ارتفاع أسعار الذهب مع المخاوف التجارية

تمكنت أسعار الذهب من تسجيل مكاسب كبيرة مع تصاعد المخاطر التجارية، حيث ارتفعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم يونيو بنسبة 3% لتصل إلى 3422.80 دولار للأوقية عند التسوية، يأتي هذا في ظل إعلان الرئيس دونالد ترامب خططه لفرض رسوم جديدة على واردات الأدوية بعد أسابيع قليلة من فرض رسوم جمركية طالت الأفلام الأجنبية بتعريفات وصلت إلى 100%، الأمر الذي أثار قلق الأسواق العالمية وزيادة المخاوف بشأن تداعيات هذه الإجراءات على التجارة العالمية.

كذلك كشفت تقارير إعلامية عن نية الاتحاد الأوروبي للرد بالمثل من خلال فرض رسوم جمركية على واردات أمريكية بقيمة تصل إلى 100 مليار يورو في حالة فشل المفاوضات التجارية الجارية بين الجانبين، هذا التصعيد أجبر المستثمرين على التفكير في الذهب كخيار آمن وسط موجة التقلبات الاقتصادية المتزايدة.

توجه المستثمرين نحو الذهب وسط سياسات البنوك المركزية

أوضح خبراء اقتصاديون أن تصاعد الإقبال على الذهب جاء نتيجة التدفقات الاستثمارية من الصين، بالإضافة إلى محاولات البنوك المركزية حول العالم تقليص اعتمادها على الأصول الأمريكية والدولار، وأكدت المذكرة الصادرة عن الخبير في قطاع الذهب أدريان آش أن هذه العوامل ساهمت في دعم أسعار الذهب بشكل واضح، مشيرًا إلى أن قرارات السياسة النقدية الأمريكية المرتقبة قد تمثل فرصة أخرى لتعزيز الطلب على الذهب.

يجتمع الفيدرالي الأمريكي لاتخاذ قرارات مهمة بشأن أسعار الفائدة وسط توقعات بأن يتم الإبقاء عليها بين 4.25% و4.5%، بينما تنتظر الأسواق تصريحات رئيس الاحتياطي جيروم باول لمعرفة توجهات البنك وآثار السياسات الحالية على التضخم والنمو الاقتصادي.

التحديات أمام الاقتصاد العالمي وتأثيرها على الذهب

الاقتصاد العالمي يواجه تحديات متزايدة في ظل الحروب التجارية المستمرة وعدم وجود مؤشرات قريبة للتوصل إلى حلول شاملة، ومن المتوقع أن تستمر حالة التوتر هذه في التأثير على الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب، حيث إنها تمثل وسيلة للتأمين أمام المخاطر الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى استمرار السياسات الجمركية الأمريكية المستفزة وتصاعد الأزمات مع الشركاء التجاريين العالميين مثل الاتحاد الأوروبي، ما يعزز من الضغط على الأسواق.

تشير البيانات إلى أن الأوضاع الراهنة قد تُبقي أسعار الذهب مرتفعة خلال الفترة المقبلة مع استمرار تدفق الأموال نحو الأسواق المستقرة وتوجه المستثمرين للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية العالمية.