«الذهب» و«النفط» يقفزان بقوة وسط تصاعد المخاوف التجارية واقتناص الفرص الاقتصادية

تشهد أسعار الذهب والنفط تغيرات ملحوظة نتيجة تطورات الأسواق العالمية والخطط التجارية التي تتبناها بعض الدول، إذ يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية، بينما تتأثر أسعار النفط بالتوازن بين العرض والطلب إلى جانب الاستراتيجية الإنتاجية التي تنتهجها أوبك بلس.

ارتفاع أسعار الذهب بدعم من التقلبات التجارية

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها خلال أسبوعين بفعل المخاوف من الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث أدى ذلك إلى تزايد الإقبال على الذهب باعتباره مخزنًا للقيمة في ظل الأزمات الاقتصادية. سجل الذهب ارتفاعًا في أسعاره الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى 3380 دولارًا للأوقية، بينما ارتفعت العقود الآجلة بنسبة 1.92% مسجلة 3386.20 دولارًا.
ترتقب الأسواق اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لبحث مستجدات أسعار الفائدة والسياسة النقدية، إذ يشير المحللون إلى أن أي توجه نحو التيسير النقدي قد يدعم استمرارية نمو أسعار الذهب في الفترة المقبلة، مما يعزز من جاذبيته كملاذ آمن. تترقب الأسواق أيضًا كيفية تأثر الأسواق بقرارات ترامب الجمركية، التي من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة توتر البيئة المالية عالمياً؛ يعزز ذلك الاتجاه نحو الذهب كوسيلة لحماية الثروات وسط الاضطرابات.

أسعار النفط ترتفع مع عودة النشاط في السوق

شهدت أسعار النفط بداية صعود بعدما عانت من سلسلة انخفاضات استمرت لعدة أيام، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.34% لتصل إلى 61.56 دولارًا للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 58.42 دولارًا؛ يشير المحللون إلى أن هذا الارتفاع يعكس محاولة المتعاملين استغلال الانخفاض السابق في الأسعار لتحقيق مكاسب جديدة.
ساهمت عودة الأسواق الصينية إلى العمل بعد عطلة طويلة في تعزيز الطلب على النفط، حيث تُعد الصين أكبر مستورد عالمي للخام، بالإضافة إلى إعلان السعودية أرقام البيع الرسمية التي ساعدت في دعم الأسواق. من الجهة الأخرى، تلقي قرارات أوبك بلس بشأن زيادة الإنتاج ظلالها على التوقعات المستقبلية، خاصة في ظل الغموض حول مدى استقرار الطلب العالمي مع استمرار تأثير الحرب التجارية التي يقودها ترامب.

توقعات الأسواق للذهب والنفط

تتباين توقعات الأسواق للسلع، حيث يتوقع محللون أن تتحقق زيادات تدريجية في إنتاج النفط خلال الأشهر القادمة مما قد يؤثر سلباً على الأسعار. أما بالنسبة للذهب، فمن المتوقع حدوث ارتفاعات إضافية إذا ما بقيت السياسات التجارية والمخاوف الاقتصادية قائمة. خفض باركليز وغولدمان ساكس توقعاتهما لأسعار النفط في المستقبل، حيث أظهرت تقديرات بانخفاض خام برنت إلى 70 دولارًا بحلول 2025، بما يعكس الاستمرار في تعقيدات المشهد الاقتصادي وأثره على أسعار السلع العالمية.
بفضل القفزات في أسعار الذهب وتذبذبات أسعار النفط، يبدو أن الأسواق تركز على كيفية التفاعل مع تحديات العرض والطلب وسط التحولات السياسية والاقتصادية.