أغنية شقيقة مايكل جاكسون تتسبب في تعطيل أجهزة حواسيب ويندوز مؤقتًا

القصة التقنية التي تجمع بين أغنية “Rhythm Nation” للفنانة جانيت جاكسون وتعطل أنظمة الحواسيب قد تكون واحدة من أغرب الحوادث في تاريخ التكنولوجيا، إذ رصدت هذه المشكلة للمرة الأولى خلال فترة نظام Windows XP، وامتدت تداعياتها حتى إلى أنظمة أحدث، مثل Windows 7، وربما أبعد من ذلك، ما يعكس تأثير الموجات الصوتية على الأجهزة الفيزيائية.

تأثير Rhythm Nation على Windows XP

اكتشفت القصة لأول مرة عندما أوضح المهندس ريموند تشين من مايكروسوفت أن تشغيل أغنية “Rhythm Nation” قد يُسبب انهياراً مفاجئاً في بعض الحواسيب المحمولة، سواء من المصنع الذي اكتشف المشكلة أو من علامات تجارية أخرى منافسة، ولم يكن السبب يتعلق بخلل برمجي، بل بترددات صوتية محددة داخل الأغنية، إذ تطابقت الترددات مع التردد الرنيني لأقراص صلبة تعمل بسرعة 5400 دورة في الدقيقة، ما أدى إلى اهتزازها وتعطلها.

الغريب في الأمر أن التأثير لم يكن محصوراً في الجهاز الذي يشغل الأغنية فقط، بل يمكن أن يؤدي إلى انهيار أجهزة قريبة تعمل بنفس نوع القرص الصلب، ما يكشف أن التأثير كان فيزيائياً عبر الموجات الصوتية دون أي تدخل برمجي. لذلك، اتجه المصنع المتضرر لتطوير فلتر صوتي خاص لتعطيل الترددات المسؤولة عن هذه الأعطال.

كيف تعاملت مايكروسوفت مع المشكلة؟

اعتمد المصنع على حلول تقنية من ضمن ما يُعرف بـ”كائنات معالجة الصوت” (APOs)، وهي تقنيات تُستخدم لتحسين أو تعديل الصوت الناتج من الأجهزة، وقام بإضافة فلتر يكتشف الترددات الصوتية الخطرة ويحجبها عن التشغيل. وعلى الرغم من تحديثات أنظمة Windows التي تتيح للمستخدم التحكم الكامل في إعدادات الصوت، طلب المصنع استثناء خاص للإبقاء على هذا الفلتر مفعلًا دون إمكانية تعطيله، مبرراً بأن إيقافه قد يعرّض الأجهزة لتلف فيزيائي ملموس.

موافقة مايكروسوفت على هذا الطلب تعكس خطورة القضية وحرصها على تقليل الأضرار التي تُهدد سمعة الحواسيب وأنظمتها. وأكدت الشركة لاحقاً أن الفلتر كان مصمماً ليعمل فقط على أجهزة محددة متأثرة بالمشكلة، ولم يُعتبر عنصراً عمومياً على جميع أنظمة ويندوز.

الحادثة واهتمام مجتمع التكنولوجيا

القصة لم تتوقف عند انكشاف الحادثة، بل أثارت نقاشات واسعة في مجتمع التكنولوجيا، لدرجة أنه تم تسجيلها تحت الرمز CVE-2022-38392 في قاعدة بيانات الثغرات الأمنية، وهو ما يؤكد جديتها. كما أوضح ريموند تشين أن هذه المعلومات نُقلت إليه من زميل كان يعمل على دعم أنظمة Windows XP خلال تلك الفترة، ما يُظهر أهمية التعاون واكتشاف حلول مبتكرة لهذه التحديات.

ربما تظل هذه القصة مثالاً نادراً على التداخل غير المتوقع بين العالم الصوتي والعالم التقني، لكنها تؤكد أيضاً أهمية التفكير في كل التفاصيل التي قد تؤثر على تصميم الأجهزة في المستقبل.