«استدعاء القاعدة» و«داعش».. نائب وزير الخارجية يكشف الأسباب والتداعيات

ما صدر عن نائب وزير الخارجية اليمني من تصريحات حول “الفراغ الذي قد تتركه إضعاف جماعة الحوثيين”، مع احتمالية سيطرة تنظيمات متطرفة مثل القاعدة وداعش، أثار استغراب الكثيرين وأدى إلى موجة من التساؤلات حول الغاية الحقيقية من هذا الخطاب. فبدلاً من تعزيز الثقة الدولية بقدرة اليمنيين على استعادة الاستقرار، جاءت التصريحات وكأنها تحمل رسائل تخويف تعزز الروايات التي يعتمدها الحوثيون.

تصريحات نائب وزير الخارجية واليمنيون بين حقيقة القاعدة وداعش

تكرار المزاعم حول وجود القاعدة وداعش في المناطق المحررة يثير الشكوك حول أجندات بعض المسؤولين. منذ بداية الحرب، شهدنا كيف اعتمدت جماعة الحوثي مثل هذه الادعاءات لتبرير تدخلها في مناطق متنوعة. في الواقع، القاعدة وداعش، إن وجدت في مناطق محدودة، فسيكون تواجدها ضعيفًا ولا يمثل تهديدًا حقيقيًا مقارنة بالحوثيين الذين استغلوا ضعف السلطة لزيادة نفوذهم. كان الأولى بنائب الوزير أن يبرز نجاحات الجيش الوطني ودوره في تحرير الأرض وتعزيز الأمن، بدلاً من بث المخاوف من وجود فراغ أمني يتم استغلاله من قبل التنظيمات الإرهابية.

فراغ أمني أم خطوات لتحرير ما تبقى تحت سيطرة الحوثيين

اختيار المسؤولين لعبارات مثل “إضعاف الحوثيين دون بدائل قوية” يعكس انحرافًا في الخطاب الساسي وتناقضًا مع جهود الحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي. إن أي حديث عن “فراغ أمني” قد يُعرض الدولة لمزيد من الضغط والمخاطر من قبل المجتمع الدولي. يظل السؤال الأهم: هل يمكن تجاهل نجاحات الحكومة والجيش في إدارة المناطق المحررة؟ الإصلاح السياسي يتطلب خطابًا مدروسًا يركز على تبيان الحقائق وتفنيد المزاعم التي يروجها الحوثيون لتحسين صورتهم أمام العالم.

كيف يمكن تعزيز الثقة الدولية والقضاء على الشائعات

أمام الحكومة اليمنية خيارات عدة لضمان تقديم صورة واضحة للمجتمع الدولي تعزز الثقة في قدرتها على إدارة البلاد بعد سقوط الحوثيين. يجب التركيز على ما يلي:

  • عرض نماذج ناجحة لإدارة المناطق المحررة وتوفير الأمن والخدمات.
  • تحييد الخطاب السياسي عن كل ما يعزز المخاوف أو يساعد خصوم الدولة في استغلاله.
  • تقديم تقارير موثقة تُظهر عدم وجود القاعدة وداعش بشكل حقيقي في المناطق المحررة.
  • تعزيز التنسيق بين السياسيين والميدان العسكري؛ لتوحيد الرسائل الموجهة للعالم الخارجي.

ختامًا، يُعد الخطاب السياسي المدروس ركيزة أساسية لتحقيق أي نجاح استراتيجي. تصريحات نائب وزير الخارجية قدمت فرصة ذهبية للحوثيين لإعادة تصدير رواياتهم المزيفة. على القيادة الحكيمة أن تستدرك الأمر سريعاً، لأن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.