القاهرة: وجهة مفضلة للأثرياء رغم الأزمات الاقتصادية والتحديات الراهنة

تعد القاهرة واحدة من أبرز الوجهات الاقتصادية في إفريقيا، حيث نجحت في جذب عدد كبير من الأثرياء رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد. وفقًا لتقرير حديث صادر عن شركة “هينلي آند بارتنرز”، تضم العاصمة المصرية حوالي 7500 مليونير و30 مليارديرًا، مما يجعلها تحتل مكانة متقدمة على مستوى القارة. يعزى هذا النجاح إلى عوامل مختلفة مثل انخفاض تكلفة المعيشة والإصلاحات الاقتصادية التي تم تبنيها خلال السنوات الماضية.

تحديات اقتصادية وتأثيرها على الأثرياء

رغم الإنجازات التي حققتها القاهرة، إلا أن الأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية أثرت بشكل كبير على توزيع الثروة. وفقًا للخبير الاقتصادي الدكتور محمد النجار، انخفضت أعداد المليونيرات في مصر بنسبة 22%، وفي القاهرة بنسبة 21% تحديدًا. يعزو النجار ذلك إلى تراجع قيمة الجنيه المصري، ما قلل من القوة الشرائية للأثرياء المحليين، وجعل قدرتهم على الاحتفاظ بثرواتهم تتضرر.

القاهرة كمركز استثماري جاذب

يعتبر الاستقرار والبنية التحتية الحديثة من بين أبرز عوامل جذب المستثمرين إلى القاهرة. يرى النجار أن الأزمات العالمية مثل الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع تكاليف المعيشة في مدن مثل دبي وأوروبا دفعت بعض المستثمرين للبحث عن وجهات استثمارية أخرى. رغم ذلك، تواجه القاهرة منافسة شرسة من مدن عالمية مثل دبي ولندن، التي توفر بيئة استثمارية أقل تعقيدًا وأكثر استقرارًا.

مكانة القاهرة بين المدن الإفريقية

بحسب التقرير، تحتضن القاهرة 4 من أصل 7 مليارديرات مصريين مدرجين في قائمة “فوربس” لأغنى أثرياء العالم. لكن على مستوى إفريقيا، تأتي القاهرة في المرتبة الثالثة بعد جوهانسبرغ وكيب تاون من حيث عدد الأثرياء. يتركز معظم أثرياء القاهرة في مناطق مثل الزمالك، جاردن سيتي، ونيو جيزة، التي تتميز برقيها ومستوى معيشتها المرتفع.

تظل القاهرة وجهة استثمارية مغرية، ولكن استمرار تحسين البيئة الاستثمارية هو المفتاح لجذب المزيد من الأثرياء، خاصة في ظل المنافسة العالمية والإقليمية الشديدة. لابد من تنفيذ إصلاحات إضافية لتظل القاهرة لاعبًا رئيسيًا على الساحة الاستثمارية.