«خسائر ضخمة».. توقعات أداء سهم سابك السعودية بعد تراجع بـ1.21 مليار ريال

تتصدر أخبار شركة سابك السعودية واجهة المشهد الاقتصادي بعد إعلانها عن خسائر صافية بلغت 1.21 مليار ريال سعودي خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنةً بأرباح صافية وصلت إلى 250 مليون ريال في الفترة المماثلة من عام 2024، فيما أظهرت النتائج انخفاض الخسائر على أساس ربعي بنسبة 36% مقارنة بخسائر 1.89 مليار ريال التي تكبدتها الشركة في الربع الأخير من عام 2024.

توقعات سهم سابك السعودية ومستقبل الأداء المالي

تثير التوقعات الخاصة بسهم سابك السعودية اهتمام المحللين والمستثمرين، حيث تُعد الشركة لاعباً رئيسياً في قطاع الصناعات الأساسية في المملكة، وخلال الفترة الماضية، انخفض سعر سهم سابك إلى مستوى 59.80 ريال سعودي مما يعكس التحديات الراهنة في الاقتصاد العالمي، ومن المرجح أن تشهد أسعار الطاقة العالمية وتقلباتها تأثيراً إضافياً على العوائد، وأشار محللون ماليون إلى أن سعر سهم سابك قد يتراوح ما بين 57.00 و91.00 ريال سعودي قبل نهاية العام الحالي.

ويعتقد خبراء الأسواق أن من أبرز نقاط القوة التي يمكن أن تدعم أداء سهم سابك في المستقبل هو توجه الشركة نحو تعزيز الاستثمار في مشروعات التقنية الخضراء والطاقة المستدامة، وهو ما يتواءم مع رؤية المملكة 2030، ومن المتوقع أن تقدم هذه الاستراتيجيات دافعًا قويًا للنمو في القطاعات المختلفة، ولكن التحديات تظل متمثلة في تقلبات أسعار المواد الأولية وسوق الطاقة العالمي.

لماذا تحولت نتائج سابك للخسائر؟

جاءت خسائر سابك السعودية خلال الربع الأول مدفوعة بعدة عوامل رئيسية، أهمها ارتفاع أسعار مواد اللقيم التي أدت إلى تراجع إجمالي الربح بمقدار 1.05 مليار ريال سعودي، كما تكبدت الشركة تكاليف غير متكررة بقيمة 1.07 مليار ريال ضمن استراتيجية إعادة الهيكلة، وهو ما أثر على النتائج الإجمالية، وأكدت الشركة أن هذه الخسائر تأتي في إطار خطتها طويلة الأجل لتخفيض التكلفة التشغيلية وتحسين كفاءة الأداء.

ومن الجدير بالذكر أن الشركة أظهرت بعض المؤشرات الإيجابية حيث تمكنت من تحقيق ارتفاع في الإيرادات بنسبة 6% مقارنة بالعام الماضي، ويُعزى ذلك إلى زيادة الكميات المباعة على الرغم من الانخفاض الطفيف في متوسط الأسعار، وهذا يعكس قدرة سابك على مواجهة التحديات الاقتصادية وتطوير استراتيجيات فعالة لتعزيز عوائدها.

كيف ستؤثر إعادة الهيكلة على أداء سهم سابك؟

تعكف سابك السعودية على تنفيذ استراتيجية شاملة لإعادة الهيكلة التي من المتوقع أن توفر وفورات سنوية تصل إلى 345 مليون ريال، وتتركز هذه المبادرة على تحسين العمليات التشغيلية وكفاءة الإنتاج، ويتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تحقيق أداء مالي أكثر استقراراً على المدى المتوسط والطويل، وأكدت الشركة أن هذه الإجراءات ستدعم بشكل كبير خطتها لتحقيق الاستدامة التشغيلية في ظل التحديات الراهنة.

باختصار، يبقى مستقبل سهم سابك مرهوناً بقدرتها على مواجهة التحولات الاقتصادية وتوجيه استثماراتها نحو الاتجاهات المستدامة، مع التزامها الصارم بإدارة التكاليف وتحسين الكفاءة، مما يجعل الشركة قادرة على استعادة موقعها الريادي في السوق السعودية والعالمية.