نجاة ركاب طائرة محطمة بعد 36 ساعة وسط الثعابين والتماسيح

في حادث مروع وسط الطبيعة الخلابة لغابات الأمازون البوليفية، نجح خمسة أشخاص في النجاة من تحطم طائرة صغيرة بعد قضاء 36 ساعة في مستنقع مليء بالمخاطر، الحادث وقع جراء عطل مفاجئ أدى إلى هبوط اضطراري للطائرة في بيئة عدائية مليئة بالتماسيح والثعابين، مما جعل النجاة بمثابة قصة أسطورية ملهمة.

تحطم طائرة صغيرة في غابات الأمازون

كانت الرحلة الجوية قد أقلعت من بلدة باورس متجهة إلى مدينة ترينيداد؛ لكنها تحولت إلى كابوس بعد ساعة واحدة فقط عندما واجهت الطائرة مشاكل تقنية حادة، هذه المشاكل أجبرت الطيار على اتخاذ قرار صعب بالهبوط الاضطراري، لتسقط الطائرة في مستنقع محاذ لنهر إيتانوماس، بعد تحطم الطائرة انقلبت رأساً على عقب في المياه الراكدة، وتمكن الطيار وأربعة ركاب آخرين، من بينهم ثلاث نساء وطفل صغير، من مغادرة الحطام بصعوبة والتمسك بجسم الطائرة للبقاء على قيد الحياة.

نجاة استثنائية وسط مخاطر الطبيعة

كانت البيئة المحيطة بالطائرة محفوفة بالمخاطر، حيث كانت التماسيح تقترب منهم لمسافة ثلاثة أمتار، بينما كانت الثعابين والزواحف الأخرى تحوم في الموقع، لم يتمكن الناجون من تناول الطعام سوى دقيق الكسافا الذي صادف أن يكون بحوزتهم، أما الماء فقد كان مفقوداً تماماً، مما زاد من قسوة التجربة، استغل الطيار هاتفه المحمول كمصدر للضوء لدرء الحيوانات المفترسة، ويعتقد أن تسرب الوقود من الطائرة ساهم في إبعاد التماسيح بشكل مؤقت، لتصبح تلك اللحظات رمزاً للقوة والصمود تحت ظروف لا تُحتمل.

إنقاذ مثير ينقذ حياة الركاب

في اليوم الثاني، ظهر بصيص من الأمل عندما لاحظ الناجون قارب صيد بالقرب منهم، حيث قام الطيار باستخدام ضوء الهاتف للإشارة لإنقاذهم، تمكنت طواقم الإنقاذ من تحديد موقعهم ونقلهم بواسطة مروحية إلى أقرب مستشفى، وبعد الفحوصات الطبية، تبين أنهم في حالة صحية مستقرة نسبياً رغم المعاناة الطويلة، قدمت السلطات المحلية شكرها لفرق الطوارئ على الجهود التي بذلت لإنقاذ الأرواح في مثل هذا الظرف الحرج، كما أثنى الطيار والركاب على تجاوزهم هذه المحنة الصعبة بروح التفاني والمثابرة.

هذا الحادث يعتبر تحذيراً حول أهمية التحضير المسبق للرحلات الجوية، خاصة عند الطيران فوق مناطق نائية ومعرضة للكوارث، كما يوضح كيف يمكن للإنسان التكيّف مع أصعب الظروف بفضل قوة الإرادة وحسن التصرف، مما يجعل القصة درساً إنسانياً يحتذى به.