«الذهب» يواصل الصعود القوي بعد «انخفاضه الكبير» ويشعل اهتمام الأسواق!

شهدت أسعار الذهب اليوم بعض التغيرات المهمة التي أثرت على تداولات الأسواق العالمية، فقد سجل المعدن النفيس ارتفاعًا طفيفًا بعد تكبد خسائر خلال الجلسات السابقة نتيجة البيانات الاقتصادية الإيجابية، خاصةً من الولايات المتحدة، ما أدى إلى تراجع الإقبال على الذهب كملاذ آمن، إلا أن هناك توقعات تشير إلى استمرار التذبذب في أسعار الذهب مع ظهور متغيرات اقتصادية وتجارية جديدة.

أسعار الذهب تسجل ارتفاعًا طفيفًا رغم التقلبات العالمية

في تداولات اليوم، شهد سعر الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 3,255.01 دولار للأوقية في الأسواق العالمية، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو بنسبة 0.6% لتصل إلى 3,243.30 دولار للأوقية، ورغم هذه الزيادة اليومية، لا يزال المعدن الأصفر تحت وطأة ضغط الخسائر الأسبوعية التي بلغت 1.7%، ويُعزى ذلك إلى زيادة الإقبال على الأصول ذات المخاطر المرتفعة بفعل التقارير الاقتصادية الإيجابية والتحسن النسبي في العلاقات التجارية بين الدول الكبرى، مما يضع حداً لتعافي أسعار الذهب في المدى القصير.

التوترات التجارية وتأثيرها على أسعار الذهب

لا تزال التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تلعب دورًا حاسمًا في تحديد حركة أسعار الذهب عالميًا، حيث أظهرت المستجدات الأخيرة بوادر تقارب بين الطرفين على خلفية الاستعداد المستمر للتفاوض حول الرسوم الجمركية، والذي قد يهدئ المخاوف في الأسواق المالية، وإن تحسنت الأوضاع التجارية؛ فإن ذلك سيحد من الإقبال على الملاذات الآمنة مثل الذهب، ويعتقد المحللون أن 3,500 دولار للأوقية يمثل حاليًا المقاومة الرئيسية التي يصعب على المعدن الأصفر تجاوزها في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

قوة بيانات الوظائف الأمريكية وأثرها على الذهب

أظهرت بيانات الوظائف الأمريكية الأخيرة لشهر أبريل أرقامًا أقوى مما كان متوقعًا، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي 177,000 وظيفة جديدة في القطاعات غير الزراعية، مقارنة بتوقعات بإضافة 130,000 فقط، كما تم تعديل بيانات مارس إلى 185,000 وظيفة، هذا الأداء الإيجابي يعزز من قوة الدولار ويقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين، مما يزيد الضغوط على سعر الذهب في السوق العالمية، حيث إن العلاقة العكسية بين قوة الدولار وأسعار الذهب تعد من أبرز العوامل المحركة للسوق.

في ظل هذه المؤشرات، قد تستمر أسعار الذهب في التقلب بناءً على البيانات الاقتصادية والسياسية التي تظهر من وقت لآخر، خاصةً مع التركيز المستمر على العلاقة بين الذهب والدولار، إضافة إلى الطلب من الأسواق الناشئة مثل الصين والهند التي تمثل أكبر مستهلكي هذا المعدن، ما يجعل المستقبل القريب لأسعار الذهب غير واضح تمامًا، ولكنه مرتبط بشكل مباشر بمتغيرات الاقتصاد العالمي.