السعودية تشدد إجراءات دخول مكة المكرمة وتعلن عقوبات صارمة على مخالفي أنظمة الحج 2025

في إطار حرص المملكة العربية السعودية على تنظيم موسم الحج وضمان أعلى مستويات الأمن والنظام خلال أداء الشعائر، أعلنت وزارة الداخلية عن حزمة من الإجراءات الأمنية والإدارية الجديدة التي سيتم تطبيقها بدءًا من غرة شهر ذي القعدة وحتى الرابع عشر من شهر ذي الحجة 1446هـ، وتهدف هذه التدابير إلى تنظيم حركة الدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ومنع أي تجاوزات قد تؤثر على سير موسم الحج.

عقوبات مالية مشددة على من يحاول أداء الحج دون تصريح

أكدت وزارة الداخلية أن أي شخص سواء مواطن أو مقيم أو زائر يثبت بحقه محاولة دخول مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة دون تصريح حج رسمي معتمد، سيواجه غرامة مالية تصل إلى 20,000 ريال سعودي، ويشمل القرار حاملي تأشيرات الزيارة بكافة أنواعها ممن يحاولون التحايل على الأنظمة من خلال البقاء داخل مكة في فترة الحج أو محاولة أداء المناسك بطرق غير قانونية.

النطاقات الجغرافية المشمولة بمنع الدخول

لم يقتصر القرار على مداخل مكة المكرمة الرسمية فحسب، بل شمل عدة مواقع حيوية تم تحديدها بدقة لضبط عمليات الدخول والخروج، وتشمل:

• المنطقة المركزية بمحيط المسجد الحرام.
• المشاعر المقدسة: عرفات، مزدلفة، ومنى.
• محطة قطار الحرمين السريع في الرصيفة.
• مراكز الضبط الأمني الثابتة والمؤقتة على مداخل مكة.
• مراكز الفرز والتفتيش المنتشرة على أطراف العاصمة المقدسة.

ترحيل المخالفين والمنع من دخول السعودية لعشر سنوات

وفي خطوة حازمة شددت الداخلية على أن أي مقيم يتم ضبطه أثناء محاولته التسلل إلى مكة المكرمة أو المشاعر لأداء الحج دون تصريح، سيواجه عقوبة الإبعاد الفوري من أراضي المملكة، بالإضافة إلى منعه من العودة والدخول مجددًا لمدة عشر سنوات متتالية، ويأتي هذا الإجراء بهدف ضمان جدية الالتزام بالأنظمة ومنع استغلال موسم الحج للإقامة غير النظامية.

دعوة رسمية للتعاون والإبلاغ عن المخالفين

في سياق متصل، دعت الوزارة المواطنين والمقيمين والزوار إلى ضرورة التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي شخص يحاول تجاوز التعليمات أو دخول المواقع المحظورة بدون تصريح، وقد خصصت الداخلية الأرقام (911) في مناطق مكة المكرمة والرياض والمنطقة الشرقية، و(999) في بقية مناطق المملكة لتلقي البلاغات، مؤكدة أن التعامل معها سيكون بسرية تامة.

تأمين موسم الحج أولوية وطنية

تأتي هذه الإجراءات ضمن جهود المملكة المتواصلة لتنظيم الحشود والحفاظ على سلامة الحجاج، باعتبار موسم الحج أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، وتسعى السلطات إلى توفير بيئة آمنة تضمن راحة الحجاج وتحقيق مبدأ العدالة في توزيع التصاريح ومنع أي استغلال أو تحايل على الأنظمة، وختامًا أكدت وزارة الداخلية أن احترام الأنظمة والتعليمات في موسم الحج لا يعد واجبًا قانونيًا فحسب، بل مسؤولية دينية وأخلاقية تحافظ على أمن وسلامة ملايين المسلمين القادمين من مختلف بقاع الأرض، وأي محاولة للتجاوز تُعد إخلالًا بحقوق الآخرين وتعكيرًا لأجواء الفريضة، التي تسعى المملكة بكل إمكانياتها إلى تنظيمها بأعلى معايير الأمن والطمأنينة.