«صدمة جديدة»: الذهب يقترب من خسارة أسبوعية مع تراجع التوترات التجارية

شهدت أسعار الذهب تراجعاً طفيفاً، ما جعلها تتجه نحو تسجيل الخسارة الأسبوعية الثانية على التوالي بسبب استقرار الأوضاع التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب صدور بيانات توضح قوة سوق العمل الأمريكي، حيث أثرت هذه العوامل مجتمعة على جاذبية الاستثمار في المعادن النفيسة كملاذ آمن للمستثمرين.

تراجع أسعار الذهب وتأثير سوق العمل الأمريكي

انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 3233.30 دولار للأوقية بحلول الساعة 15:50 بتوقيت غرينتش، وقد جاء التراجع الأسبوعي بإجمالي 2.6% بعدما كانت الأسعار قد بلغت مستوى قياسياً عند 3500.05 دولار في الثاني والعشرين من أبريل، كما سجل يوم الخميس أدنى مستوى له منذ منتصف الشهر ذاته، أما العقود الآجلة للذهب، فقد سجلت ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.6% لتصل إلى مستوى 3241.70 دولار للأوقية؛ مما يشير إلى تذبذب في التحركات السعرية للذهب بفعل عدة عوامل اقتصادية. أعلنت وزارة العمل الأمريكية عن زيادة ملموسة في عدد الوظائف غير الزراعية بلغت 177 ألف وظيفة، وهذا الرقم تجاوز توقعات المحللين التي وصلت إلى 130 ألف وظيفة فقط.

العوامل المؤثرة على أداء الذهب

تصاعد النقاشات التجارية بين بكين وواشنطن، بالإضافة إلى تقرير الوظائف الأمريكي الإيجابي، أدى إلى تقليل توقعات المستثمرين بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وهو ما أسهم في ارتفاع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات، كما أن ارتفاع أسعار الفائدة عمومًا يحدّ من جاذبية الذهب للمستثمرين نظرًا لأن المعدن النفيس لا يدر عائداً، وعلق محلل الأسواق فؤاد رزاق زادة على الوضع قائلاً بأنه قد يستمر تراجع الأسعار إذا انخفض الطلب على الملاذ الآمن، في إشارة إلى احتمالية كسر مستويات 3200 دولار خلال الفترة المقبلة.

تحركات المعادن النفيسة الأخرى

بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، سجلت جميعها تقريباً تراجعاً في الأداء خلال الأسبوع، حيث انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.2% لتستقر عند 32.01 دولار للأوقية، كما شهد البلاتين تراجعاً بسيطاً بنسبة 0.2% ليصل إلى 958.70 دولار، بينما حقق البلاديوم ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.5%، ليصل إلى 945.25 دولار، رغم هذا التحسن الطفيف، كانت المعادن المذكورة تميل نحو تسجيل انخفاضات إجمالية في أدائها الأسبوعي؛ مما يبرهن على تأثر سوق المعادن القوي بالتغيرات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية.

يمكن تلخيص الوضع الحالي بأن الذهب يواجه ظروفاً غير معتادة بسبب استقرار الأسواق العالمية والتوترات التجارية المتناقصة بين القوى الاقتصادية الكبرى، مما أدى إلى تقليل الحاجة إلى اللجوء للمعدن النفيس كملاذ آمن.