«تراجع مفاجئ».. أسعار الذهب تتهاوى عالميًا وفي مصر خلال أسبوع واحد!

شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً خلال الأسبوع الماضي على المستويين العالمي والمحلي، نتيجة للتغيرات الاقتصادية والسياسية المؤثرة على الأسواق المالية، ومع استمرار التقلبات في التجارة الدولية والتصريحات المرتبطة بأسعار الفائدة والسياسات الاقتصادية، بات الذهب مرآة للتوترات والمتغيرات التي تحكم المشهد المالي العالمي. في هذا المقال، سنتناول أسباب تراجع أسعار الذهب في مصر والعالم خلال الفترة الأخيرة.

أسباب تراجع أسعار الذهب عالمياً

شهدت الأسواق العالمية انخفاضاً كبيراً في أسعار الذهب مدفوعاً بتحسن الأوضاع التجارية الدولية، حيث صرّح مسؤولون أمريكيون وصينيون عن احتمالات استئناف المفاوضات التجارية بين الدولتين، ما أدى إلى تهدئة المخاوف الاقتصادية، كما جاء انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 0.3% خلال الربع الأول من العام ليعزز احتمالية خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، مما يؤثر سلباً على جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين، ومع بيانات اتسمت بالضعف في مؤشرات الإنفاق والاستهلاك الشخصي، زادت الضغوط على السوق ذات العلاقة بالمعدن الأصفر.
أيضاً، إعلان الولايات المتحدة عن خطط لإبرام اتفاقيات تجارية مرتقبة مع دول آسيوية، مثل اليابان والهند وكوريا الجنوبية، أسهم في تعزيز حالة التفاؤل، إضافة إلى قرارات تخفيض الرسوم الجمركية على السيارات التي لقيت ترحيباً واسعاً في الأوساط الاقتصادية، حيث ساهمت هذه العوامل في تقليل الاعتماد على الذهب كملاذ اقتصادي أثناء الأزمات وزيادة الإقبال على الأصول الأخرى.

تراجع أسعار الذهب في السوق المصري

في مصر، سجلت أسعار الذهب انخفاضاً متأثراً بالتراجع العالمي، حيث انخفض سعر عيار 21، وهو الأكثر تداولاً محلياً، بمقدار 120 جنيهاً ليصل إلى 4630 جنيهاً للجرام بينما تراجعت أسعار باقي الأعيرة بنسب متفاوتة، وقد بلغ سعر عيار 24 نحو 5297 جنيهاً، وعيار 18 حوالي 3972 جنيهاً، أما سعر الجنيه الذهب فقد تراجع إلى 37080 جنيهاً، ويرجع ذلك إلى ارتباط السوق المصري بحركة الأسعار في الأسواق العالمية، إضافة إلى تأثير سعر الدولار في السوق المحلي على تكلفة المعدن النفيس.
تحدث إيهاب واصف، أحد خبراء السوق، عن تأثر أسعار الذهب بتصريحات الخارج وبيانات الاقتصاد المحلي، مؤكداً أن أي تحولات في السياسة النقدية للبنك الفيدرالي أو تغيرات في حجم الطلب العالمي تؤدي إلى تقلبات سعرية مباشرة.

آفاق مستقبل أسعار الذهب

على الرغم من انخفاض أسعار الذهب مؤخراً، إلا أن البنوك المركزية العالمية بقيت تدعم المعدن النفيس كأداة للتحوط، إذ تعدّ هذه الممارسات مؤشراً قوياً على قيمته كاستثمار طويل الأمد، الجدير بالذكر أن عام 2024 شهد متابعة البنوك الرئيسية، مثل البنك المركزي البولندي، لشراء كميات ضخمة من الذهب، حيث تخطت المشتريات العالمية ألف طن بذلك العام، ويمكن أن تؤدي الأحداث السياسية المستجدة، مثل الحرب التجارية المتصاعدة أو الأزمات الاقتصادية، إلى تقلبات جديدة قد تدفع الذهب نحو الصعود مجدداً.
يبقى الذهب محط أنظار المستثمرين والمتابعين الذين يسعون دائماً لمراقبة تأثير العوامل الدولية الاقتصادية والسياسية على هذا المعدن الثمين وتحركاته المستقبلية.