«أسعار الذهب» تقفز رغم تحقيقها أسوأ أداء أسبوعي منذ فترة طويلة

أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الجمعة، بينما تقترب من إنهاء أسوأ أسبوع لها منذ أكثر من شهرين، حيث تراجع الطلب على الملاذات الآمنة مع انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ويراقب المستثمرون عن كثب تطورات الأسواق العالمية والتقارير الاقتصادية للحصول على مؤشرات حول مستقبل الاقتصاد والسياسات النقدية.

سعر الذهب اليوم والتغيرات في أسواق المعادن

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا في المعاملات الفورية بمعدل 0.3% لتصل إلى 3252.02 دولارًا للأونصة، بينما سجّلت العقود الآجلة زيادة أكبر بنسبة 1.2% لتبلغ 3261.00 دولارًا، على الرغم من تلك الزيادة اللحظية، إلا أن أسعار الذهب هذه الأسبوع تعرضت لانخفاض يزيد عن 2%، ما يمثل أكبر تراجع منذ أواخر فبراير، يأتي هذا الانخفاض في ظل تحسن الآمال المتعلقة بالقضايا التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن خلال فترات التوتر الاقتصادي.

من جهة أخرى، ارتفعت أسعار المعادن الأخرى مثل الفضة بنسبة 0.2% لتصل إلى 32.47 دولارًا للأونصة، بينما زاد سعر البلاتين بنسبة 0.8% ليصل إلى 966.08 دولارًا؛ وارتفع البلاديوم بنسبة 0.3% ليسجل 943.50 دولارًا، مما يعكس حالة التحسن النسبي في الطلب على المعادن النفيسة.

تأثير التوترات التجارية على أسعار الذهب

لعبت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين دورًا رئيسيًا في تحديد مسار أسعار الذهب هذا الأسبوع، حيث أشارت تقارير إلى جهود لاستئناف المحادثات التجارية بين البلدين بعدما فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية وصل بعضها إلى 145%، مما أثار اضطرابات واسعة النطاق في الأسواق العالمية، لكن تحسن العلاقات إلى حد ما أدى إلى انخفاض الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب، ومع استقرار الأسواق نسبيًا تتوقع الأسواق تأثيرًا متراجعًا على أسعار الذهب إذا استمرت مثل هذه المحادثات الإيجابية.

بالتزامن مع ذلك، تترقب الأسواق تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة الذي يُعد مؤشرًا حيويًا على الأداء الاقتصادي الأمريكي، وقد يسهم هذا التقرير في توضيح اتجاه السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وفي حالة صدور بيانات قوية، يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الضغط على أسعار الذهب.

اتجاهات مستقبلية لسوق الذهب والمعادن النفيسة

بالنظر إلى بيانات السوق الحالية، يمكن للمستثمرين توقع تقلبات مستمرة في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار تأثر السوق بالأحداث الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، بينما قد تسهم التحسينات في العلاقات التجارية وتطورات السياسات النقدية العالمية في تشكيل الاتجاه طويل المدى لأسعار المعادن النفيسة، وللأفراد الذين يبحثون عن فرص استثمارية في الذهب، يظل مراقبة وتقييم تأثير الأحداث الكبرى أمرًا أساسيًا لتحقيق الفوائد القصوى.

بذلك يظل سوق الذهب والمعادن النفيسة مرتبطًا بشكل كبير بالسياق الاقتصادي العالمي وتحركات السوق، مما يتطلب حذرًا وتحليلًا شاملاً من قبل المستثمرين لضمان الاستفادة من الاستثمارات في هذه القطاعات الحيوية.