الضفة الغربية: جُمعة زوايدة ينقذ بطاقة اللجوء وكلب العائلة من منزله بمخيم جنين

دفع الاقتحام الإسرائيلي لمخيم جنين بالضفة الغربية الآلاف من السكان الفلسطينيين إلى النزوح، في حين أصرّ البعض، مثل جمعة زوايدة، على البقاء للدفاع عن منازلهم. تحوّل المخيم إلى “مدينة أشباح”، وتحطّمت بنيته التحتية بالكامل، مما جعل الحياة فيه مستحيلة. الهجمات المتواصلة وسياسات الهدم الإسرائيلية تركت الآلاف بدون مأوى، وزادت المعاناة الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة.

تأثير الهجوم الإسرائيلي على سكان مخيم جنين

شهد مخيم جنين، أحد أكبر وأهم المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، هجمات عسكرية مكثفة أدت إلى نزوح أكثر من 42 ألف شخص وفق تقديرات وكالة الأونروا. تركزت العمليات الإسرائيلية على هدم المنازل والبنية التحتية بدعوى استهداف المسلحين، لكن الحقيقة أن مئات العائلات أصبحت دون مأوى. يُذكر أن مخيم جنين أنشئ في عام 1948 لاستيعاب اللاجئين الذين هُجّروا قسراً بعد إقامة دولة إسرائيل، وما زال سكانه يعانون من العواقب حتى اليوم.

وأفادت الأونروا بأن السلطات الإسرائيلية دمرت أكثر من 260 بناء يضم حوالي 800 شقة سكنية ضمن عملية “الجدار الحديدي”. تسببت هذه الممارسات بفقدان الفلسطينيين ممتلكاتهم وأوراقهم الثبوتية، مما زاد من تعقيد إمكانية العودة. يُضاف إلى ذلك الحصار المشدد الذي يمنع حتى عمال البلدية ومنظمات الإغاثة من الوصول لإزالة الحواجز أو تقديم المساعدات.

الدمار والتهجير: أزمة إنسانية مستمرة

الهجوم الإسرائيلي على مخيم جنين لم يقتصر على التدمير المادي بل شمل أيضاً تغيير بنية المخيم عبر إنشاء طرق جديدة مكان المنازل المهدمة. استعرضت صور الأقمار الاصطناعية، التي قارنت بين أوضاع المخيم قبل وبعد العمليات، مدى الدمار الذي طال البيوت والبنية التحتية. وبحسب التقارير، فإن 33 منزلاً على الأقل دُمّرت بالكامل فور إصدار خرائط الهدم، ومن بينها منزل جمعة زوايدة.

يقول جمعة إنه لم يشارك يوماً في أي أنشطة مسلحة، لكنه فقد منزله الذي قضى سنوات في بنائه. ويصر جمعة، مثل غيره من النازحين، على العودة إلى المخيم، معتبراً وجوده هناك حقاً غير قابل للتفاوض. وأكد قائلاً: “إذا لم يُسمح لنا بإعادة البناء، فسننصب خيماً مكان المنازل”.

تبعات الحملة الإسرائيلية على جنين

تعد العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين واحدة من أضخم الحملات التي شهدتها الضفة الغربية منذ ستينيات القرن الماضي. قتلت هذه العمليات حوالي 100 فلسطيني واعتقلت أكثر من 280 آخرين منذ يناير. كما دمرت إسرائيل البنى التحتية بشكل كامل وشددت الحصار، ما جعل الوصول للمساعدات الإنسانية أمراً شبه مستحيل.

البند الوضع الحالي
عدد النازحين 42 ألف شخص
عدد المباني المدمرة 260 مبنى على الأقل
الضحايا 100 قتيلاً و280 معتقلاً

لا يزال المخيم محاصراً، ويظل العثور على الحقيقة حول ما يحدث داخله أمراً صعباً بسبب القيود الإسرائيلية على الإعلام والمنظمات الإنسانية. وفي ظل هذه الظروف، يصارع الفلسطينيون في جنين للبقاء على قيد الحياة وسط الإصرار على عدم ترك أراضيهم، رغم كل المآسي التي يعيشونها.