«الأعلى اندفاعاً».. القوات اللبنانية تتصدر المشهد وتحسم المواجهات على الأرض

تعتبر الانتخابات البلدية في لبنان محطة مهمة تحمل أبعاداً إنمائية واجتماعية، حيث تتسم بالتوازن بين الطابع السياسي والعائلي، ما يجعلها تختلف عن الانتخابات النيابية التي تحتدم فيها النزاعات الحزبية. تمضي الأحزاب اللبنانية قدماً بتحضيراتها لهذا الحدث مع التركيز على تشكيل لوائح توافقية للحفاظ على صورة الوحدة الداخلية وتجنب أية خلافات محتملة خلال هذا الاستحقاق الديمقراطي.

موقف الأحزاب السياسية من الانتخابات البلدية في لبنان

تتبنى الأحزاب اللبنانية مواقف متعددة تجاه الانتخابات البلدية، حيث يبرز نهج حزب “المستقبل” المتمثل بالحياد، وقد أعلن زعيمه سعد الحريري أن الانتخابات البلدية تمثل شأناً إنمائياً أكثر منه سياسياً. من جهة أخرى، يسعى “الثنائي الشيعي” المتمثل بـ”حزب الله” و”حركة أمل” إلى تعزيز الوحدة الداخلية داخل المناطق الشيعية، حرصاً على تمثيل الجميع، حيث يفضل هذا الثنائي توافق العائلات لتشكيل بلديات متماسكة ومتجانسة.
أما “الحزب التقدمي الاشتراكي” بقيادة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، فقد اختار التوازن، إذ يهدف إلى خلق أجواء ديمقراطية تراعي احترام الخيارات الحرة للكفاءات الشابة والنسائية، مع الابتعاد عن أية تدخلات حزبية مباشرة تؤثر على مسار الانتخابات.

القوى المسيحية ودورها في الانتخابات البلدية

على صعيد القوى المسيحية، يُظهر حزب “القوات اللبنانية” اندفاعاً واضحاً نحو الانتخابات البلدية، حيث يعتبر هذا الاستحقاق فرصة لتأكيد دوره في المجالس المحلية ولتعزيز التمثيل العائلي الاجتماعي في البلديات الكبرى. تفيد مصادر الحزب بأن الانخراط يتم بتركيز على الكثافة السكانية والتنظيم لتقديم خدمات منسقة وفعالة. بالمقابل، يسعى “التيار الوطني الحر” إلى التهدئة بدلاً من التنافس، موجهاً جهوده نحو لوائح توافقية، مع الحذر من الانزلاق في صراعات مباشرة، خصوصاً في المدن الكبرى.
الاندفاعة “القواتية” تعود لاعتبارات سياسية تهدف لإعادة ترسيخ نفوذها خصوصاً في المناطق التي كان لها وجود قوي فيها قبل عهد الرئيس ميشال عون. بينما تعتمد استراتيجية “التيار الوطني الحر” على إقامة تحالفات مع شخصيات محلية بارزة بدلاً من التصادم المباشر مع الأحزاب الأخرى.

تحديات الانتخابات البلدية بظل الأوضاع الراهنة

تلقي الظروف الاجتماعية والاقتصادية الحالية بظلالها على التحضيرات للانتخابات البلدية. حيث يشير مراقبون إلى تأخر بعض التحضيرات، لكن وزير الداخلية اللبناني أكد أن الانتخابات ستتم وفق المواعيد المحددة، بدءاً من محافظة جبل لبنان. التحديات الأمنية والضغوط الاقتصادية تمثل أبرز العقبات، إلا أن الأحزاب ترى أن لهذا الاستحقاق أهمية خاصة لضمان التمثيل الشعبي والمحلي.
بالإضافة لذلك، تشكل المنافسات داخل القرى الصغيرة صراعاً مريراً بين العائلات، رغم بذل الجهود الحزبية لتفادي الانقسامات وضمان تمثيل عادل يشمل الجميع، ما يعكس أهمية الانتخابات البلدية في ترسيخ الشراكة بين المجتمع والسياسة المحلية.

العنوان القيمة
موعد الانتخابات البلدية مايو 2026
موقف الأحزاب الدعوة للتوافق والتنمية

تشكل الانتخابات البلدية منصة حيوية للتنمية وتمثيل التنوع في لبنان، ويبدو واضحاً أن الأحزاب تتعامل وفق استراتيجية متوازنة قائمة على دعم توافق العائلات وتعزيز الديمقراطية الحرة، مع الأخذ بالاعتبار الأوضاع الإقليمية والمحلية لضمان استقرار هذه العملية المرتقبة.