«خفض الانبعاثات» محور نقاش مشترك بين وزارتي البيئة والبترول

احتجاز وتخزين الكربون هو أحد الحلول الواعدة التي تسعى مصر لتطبيقها لمواجهة التغير المناخي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث جاء اجتماع وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد ووزير البترول المهندس كريم بدوي ليتناول دراسة متكاملة حول إمكانيات تطبيق هذا المشروع في مصر، مع التركيز على التكامل بين الوزارتين لتحقيق خفض الانبعاثات الكربونية والتوافق مع التزامات مصر المحلية والدولية.

احتجاز وتخزين الكربون ودوره في خفض الانبعاثات الكربونية

يمثل احتجاز الكربون وتخزينه (CCS) تقنية حديثة تهدف إلى التقاط ثاني أكسيد الكربون من المصادر الصناعية وتخزينه في طبقات جيولوجية مخصصة، كما أكد الاجتماع بين وزارتي البيئة والبترول، فإن تبني هذه التقنية يعد خطوة متقدمة لمواجهة تحديات تغير المناخ، حيث يساعد في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وخاصة مع التوجهات العالمية مثل آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) التي بدأ تطبيقها في الأسواق الأوروبية، مما يجعل زيادة كفاءة منتجات الصناعة المصرية ضرورة للتنافسية الدولية.

وقد أوصت وزيرة البيئة بأهمية دراسة الآثار البيئية المترتبة على المشروع واخضاعه لتحليل دقيق يضمن عدم وجود أية أضرار بيئية نتيجة لتطبيقه، كما أشار الوزير بدوي إلى أهمية إعداد تصور اقتصادي شامل يساعد في دعم التنفيذ ونقل تجربة ناجحة تعزز دور مصر في ملفات المناخ الإقليمية والعالمية.

أهمية الدراسات الفنية والاقتصادية لتطوير نظام احتجاز الكربون في مصر

خلال الاجتماع، تمت مناقشة أهمية اتخاذ خطوات علمية دقيقة لتطوير منظومة احتجاز وتخزين الكربون، حيث أشارت الدكتورة رحاب المغربي إلى دراسات شاملة عرضت خلال الجلسة توضح المخاطر البيئية المحتملة وكيفية التغلب عليها، إضافة إلى عرض نماذج مشاريع مشابهة تعمل في بلدان أخرى تبرز الجدوى التقنية والاقتصادية للمشروع، كما تم التأكيد على أهمية شهادات الكربون وآليات تحسين الأسواق المرتبطة بها لدعم الاقتصاد الوطني في ظل تحديات التغير المناخي.

الدراسة ركزت أيضًا على تقديم حلول عملية تناسب البنية التحتية الحالية في مصر وتوفر استراتيجيات تشغيل قابلة للتطبيق، مع التأكيد على أهمية الحملات التوعوية لزيادة الوعي العام حول المشروع وضمان مشاركة المواطنين في تحقيق أهدافه.

تحديات وآفاق تطبيق تكنولوجيا احتجاز وتخزين الكربون في مصر

يرتبط نجاح مشاريع احتجاز وتخزين الكربون في مصر بالقدرة على مواجهة التحديات المرتبطة بالمخاطر البيئية والمالية والفنية، ومع ذلك، فإن التعاون بين وزارة البيئة والبترول يعكس توجهًا استراتيجيًا لاستغلال هذه التكنولوجيا بطريقة ملائمة تحقق التوازن بين الاحتياجات الوطنية والالتزامات الدولية، وفقًا لما أكده المشاركون في الاجتماع، يتعين رفع مستوى التنسيق وتخصيص الموارد اللازمة لتنفيذ خارطة طريق متكاملة تعتمد على معايير عالمية.

وتم التأكيد أخيرًا على ضرورة توفير بيانات دقيقة عن المواقع المحتملة لتخزين الكربون وكيفية التقاطه بنجاح، حيث سيتم استخدام دراسات علمية محلية تعتمد على أفضل النماذج العالمية، مما يضمن أفضل النتائج المرجوة من تنفيذ هذا المشروع الحيوي في مصر، ويحقق نقلة نوعية في جهود مصر لمواجهة التغير المناخي.